خطوة تثير جدلًا واسعًا: لماذا ستسورد إسرائيل دجاجًا مجمدًا من البرازيل؟

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
chicken
صورة توضيحية

في خطوة تُعد الأولى من نوعها، تدرس الحكومة الإسرائيلية السماح باستيراد الدجاج المجمد من البرازيل، مع التركيز على الأجزاء الفاخرة مثل صدور الدجاج، الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا في أوساط المزارعين والجهات العاملة في قطاع الدواجن، وسط تحذيرات من تداعيات اقتصادية خطيرة قد تهدد المزارع والمسالخ.

بحسب التقديرات، يعيش نحو 6,000 مزارع في البلاد من قطاع تربية الدواجن، إلى جانب آلاف العاملين في الصناعات والخدمات المرافقة مثل النقل والمسالخ والمصانع والخدمات البيطرية. ويعمل في البلاد نحو 20 مسلخًا، تتركز غالبيتها على الحدود الشمالية وفي منطقة غلاف غزة، وهي المناطق التي تضررت في خلال الحرب.

قطاع الدواجن في إسرائيل يعد قطاعًا قويًا، إذ ينتج سنويًا نحو 260 مليون دجاجة، وهو ما يفوق احتياجات السوق المحلي المعروف باستهلاكه المرتفع للحوم الدجاج. ورغم ذلك، يشكل الدجاج المجمد 30% فقط من حجم السوق، ويذهب معظمه إلى القطاع المؤسسي مثل المطاعم والفنادق، حيث لا يفضله المواطنون.

ورغم توفر كميات كبيرة من الدواجن المجمدة في المخازن، ووجود فائض إنتاج من الدجاج الطازج، إلا أن دوافع الاستيراد ترتبط برغبة الحكومة في “مكافحة غلاء المعيشة” عبر توسيع الاستيراد، وفق ما تؤكد وزارة الاقتصاد. لكن هذا التوجه يثير مخاوف جدية من انهيار المزارع المحلية والمسالخ، في حال تراجع الطلب على الإنتاج المحلي نتيجة منافسة اللحوم المستوردة الأرخص.

وزارة الزراعة أوضحت من جانبها أنها تنتهج سياسة استيراد “مسؤولة”، وتعمل على دراسة شاملة للقطاع بهدف تحقيق توازن بين فتح السوق أمام المنافسة والحفاظ على استقرار الإنتاج المحلي وأمن الغذاء الوطني. وأكدت أن أي قرار نهائي سيُتخذ بعد التشاور مع الجمهور.

أما وزارة الاقتصاد، فأعلنت دعمها لاستيراد معفى من الجمارك بهدف تشجيع المنافسة وخفض الأسعار، لكنها شددت على أن الصلاحيات بيد وزارة الزراعة، بينما تتولى وزارة المالية تحديد الحصص الجمركية.

بحسب المعطيات، يصل حجم سوق الدواجن في إسرائيل إلى 10 مليارات شيكل سنويًا، ما يجعل من استيراد الدواجن المجمدة فرصة مغرية للمستوردين، خصوصًا أن الدواجن في البرازيل أرخص بفضل الدعم الحكومي وانخفاض أجور العمالة.

2
مزرعة دجاج- صورة توضيحية

لكن المخاوف لا تتعلق فقط بالأسعار، بل بالمعايير الصحية والبيئية كذلك. فبينما تلتزم المزارع الإسرائيلية بمعايير صارمة تشمل معالجة النفايات والروائح وبناء المزارع على أرضيات خرسانية، تختلف المعايير في البرازيل بشكل كبير، ما أثار تحفظات دولية سابقة، أبرزها من الولايات المتحدة التي ترفض استيراد الدواجن البرازيلية.

في المقابل، تبقى أسعار الدجاج الطازج في السوق المحلي مستقرة نسبيًا رغم موجات ارتفاع الأسعار الأخيرة. وتتراوح أسعار الأجنحة بين 7.5 و25.9 شيكل للكيلوغرام، والدجاج الكامل بين 13.9 و34.9 شيكل، وصدور الدجاج بين 22.9 و59.9 شيكل، مع استمرار العروض والحملات الترويجية.

المزارعون يطالبون الحكومة بتقييد الاستيراد عبر تحديد حصة لا تتجاوز 500 طن سنويًا وفرض رسوم جمركية، محذرين من أن استيراد الأجزاء الفاخرة فقط سيؤدي إلى تركيز الأضرار على السوق المحلي، إذ لن يتم استيراد الأجزاء الأرخص مثل الأجنحة بسبب كلفة النقل المرتفعة.

المخاوف الرئيسية تتمثل في أن تكون الأسعار الرخيصة للبضائع المستوردة مؤقتة، ومع انهيار الإنتاج المحلي، ترتفع الأسعار لاحقًا بسبب تقليص العرض وغياب المنافسة، وهو ما قد يؤثر سلبًا على المستهلكين وعلى أمن الغذاء في إسرائيل على المدى البعيد.

في هذا السياق، تؤكد وزارة الزراعة أنها تواصل دراسة تداعيات القرار من جميع الجوانب، وستعمل على إيجاد حلول تضمن استمرار الإنتاج المحلي مع فتح السوق بشكل مدروس ومدعوم بخطوات رقابية وتوازنات اقتصادية دقيقة.

مقالات ذات صلة: وزارة الزراعة تعرض 7.5 مليون شيكل على المستوردين لتفادي نقص البيض في عيد الفصح

مقالات مختارة