تشهد منظومة التعليم في إسرائيل أزمة مع تراجع كبير في عدد المعلمين الجدد المنضمين إلى سلك التعليم خلال العام الدراسي الحالي 2024/2025، حيث انخفض عددهم بنسبة 22% مقارنة بالعام الماضي. ووفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية، بلغ عدد المعلمين الجدد هذا العام 11,624 فقط، مقابل 14,888 معلمًا جديدًا في العام الدراسي السابق 2023/2024.
وتراجعت نسبة المعلمين الجدد من مجمل العاملين في الجهاز التعليمي من 7.1% العام الماضي إلى 5.4% هذا العام. ويعكس هذا الانخفاض أزمة ثقة حقيقية بالمهنة، قد تعود إلى تراجع عدد خريجي كليات إعداد المعلمين، بالإضافة إلى انخفاض كبير في الرغبة بالانخراط في هذا القطاع الذي بات يعاني من تحديات مهنية واقتصادية متزايدة.
وعند المقارنة بين المجتمعين العربي واليهودي، يظهر أن المدارس التي تدرّس باللغة العبرية استوعبت هذا العام 9,942 معلمًا جديدًا، مقارنة بـ12,670 معلمًا في العام الماضي، ما يعني تراجعًا بنسبة 21.5%. أما في المدارس العربية، فقد كان الانخفاض أشد حدة، حيث تراجع عدد المعلمين الجدد من 2,218 إلى 1,681 معلمًا فقط، أي بانخفاض بنسبة 24.2%.
وتراجعت نسبة المعلمين الجدد في المدارس العبرية من 7.7% إلى 5.9%، بينما انخفضت هذه النسبة في المدارس العربية من 4.9% إلى 3.6%، ما يعكس حجم الأزمة بشكل واضح داخل المجتمع العربي الذي يعاني أساسًا من نقص مزمن في الكوادر التدريسية.
كذلك، تظهر المعطيات ارتفاعًا في عدد المعلمين الذين غادروا جهاز التعليم خلال السنوات الأخيرة. فقد ارتفع عدد المستقيلين من 10,123 معلمًا في السنة الدراسية 2020/2021 إلى 10,847 معلمًا في 2021/2022، بزيادة نسبتها 7.2%. والأخطر أن عدد من غادروا المهنة ارتفع بنسبة 33% خلال عامين فقط، إذ كان عددهم 8,158 معلمًا في 2019/2020.
وفيما يتعلق بنسبة الاستقالات في المجتمعين العربي واليهودي خلال جائحة كورونا، بلغت نسبة الاستقالات بين المعلمين في المدارس العبرية 6%، مقابل 3.9% فقط في المدارس العربية.
هذه الأرقام تعكس أزمة خطيرة تهدد جهاز التعليم في إسرائيل، خاصة مع استمرار تراجع مكانة مهنة التعليم وضعف الحوافز، ما ينذر بمزيد من النقص في الكوادر التدريسية وتأثير ذلك بشكل مباشر على جودة التعليم واستقراره في السنوات المقبلة.
مقالات ذات صلة: تشمل تدريب آلاف المعلّمين… خطة جديدة لوزارة التعليم لاستخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس
