BYD تسبق Tesla في سباق المبيعات: 107 مليارات دولار إيراداتها في 2024

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
BYD Seal 06 DM i 001
سيارة BYD Seal 06، المصدر: ويكيميديا

حققت شركة BYD الصينية للسيارات الكهربائية إنجازاً اقتصادياً لافتاً في عام 2024، بعدما تخطت منافستها الأميركية “تسلا” بإيرادات قياسية بلغت نحو 107 مليارات دولار، مدفوعة بارتفاع مبيعات سياراتها الكهربائية والهجينة “الهايبرد” بنسبة 40%. ويعكس هذا الرقم نمواً قوياً في سوق السيارات الكهربائية، الذي يشهد تحولاً عالمياً متسارعاً نحو الطاقة النظيفة.

وسجلت الشركة صافي أرباح يعادل 5.6 مليارات دولار، بزيادة بنسبة 34% مقارنة بالعام السابق، ما يؤكد قدرة BYD على تعزيز أرباحها رغم التحديات العالمية، خصوصاً في ظل المنافسة الشرسة مع “تسلا” الأميركية التي بلغت إيراداتها في نفس العام 97.7 مليار دولار.

وتزامن هذا الإعلان مع إطلاق BYD سيارة جديدة سيدان متوسطة الحجم، تأتي بمواصفات قريبة من سيارة “تسلا 3” لكن بسعر يقل عن نصف سعر الأخيرة، ما يعزز من قدرة الشركة الصينية على المنافسة السعرية والجودة معاً في الأسواق العالمية.

كما كشفت الشركة عن نظام شحن كهربائي فائق السرعة، تقول إنه يكاد يوازي سرعة ملء خزانات الوقود التقليدية، حيث يمكن شحن البطارية بما يكفي لقطع أكثر من 400 كيلومتر خلال خمس دقائق فقط، في خطوة ثورية قد تقلب موازين السوق لصالح السيارات الكهربائية.

ورغم هذه النتائج القوية، شهدت أسهم BYD المتداولة في بورصة هونغ كونغ تراجعاً بنسبة 3.2% يوم الثلاثاء، وهو ما يعكس حالة الحذر لدى المستثمرين وسط التطورات العالمية المتعلقة بقطاع السيارات الكهربائية والضغوط التجارية المتزايدة على الصين.

وتُظهر البيانات أن نحو 80% من إيرادات BYD جاءت من مبيعات السيارات، حيث باعت الشركة 4.3 ملايين سيارة كهربائية خالصة وهايبرد خلال عام 2024. كما أضافت أنظمة متطورة لمساعدة السائق إلى سياراتها، ما عزز جاذبيتها لدى شريحة أوسع من الزبائن الباحثين عن التقنيات الحديثة بأسعار معقولة.

وعلى صعيد التوسع الدولي، بلغت نسبة مبيعات BYD خارج الصين 29%، مقارنة بـ27% في العام الذي سبقه، مع دخول أسواق مثل هونغ كونغ وتايوان ودول أخرى. وتستفيد الشركة من النمو المتسارع لسوق السيارات الكهربائية عالميًا، حيث ارتفعت مبيعات هذا القطاع بأكثر من 25% في 2024، وأصبحت سيارة واحدة من كل خمس سيارات تُباع حول العالم كهربائية.

وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن الصين استحوذت على ثلثي مبيعات السيارات الكهربائية العالمية في 2024، مع بيع نحو 6.7 ملايين سيارة، مما يؤكد هيمنتها المتزايدة على هذا القطاع. كما توقعت تقارير أن تتجاوز مبيعات السيارات الكهربائية في الصين هذا العام مبيعات السيارات التقليدية لأول مرة، وهو ما يمثل نقطة تحول تاريخية في أكبر سوق سيارات في العالم.

لكن هذا النجاح الصيني الكبير لم يمر دون عقبات، إذ تواجه BYD وبقية شركات السيارات الكهربائية الصينية تحديات كبيرة بسبب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. فقد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم إضافية على السيارات الصينية الشهر المقبل، بينما قرر الاتحاد الأوروبي نهاية أكتوبر الماضي فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 35% على السيارات الكهربائية المستوردة من الصين، علاوة على الضريبة الحالية البالغة 10%.

وتبرر أوروبا وأميركا هذه الإجراءات بالقول إن الدعم الحكومي الضخم الذي تحصل عليه صناعة السيارات الكهربائية الصينية منحها ميزة تنافسية غير عادلة، مما فاقم الخلافات التجارية ودفع نحو إجراءات حمائية صارمة تهدد مستقبل التوسع الصيني في الأسواق الغربية.

ورغم هذه التحديات، تبدو BYD مصممة على مواصلة توسعها عالمياً، مستفيدة من قوتها الإنتاجية والتقنية، وسعيها الحثيث للابتكار وتقديم حلول متطورة مثل الشحن السريع وأنظمة القيادة المساعدة، في وقت تستعد فيه الأسواق العالمية لمزيد من التحول نحو السيارات الكهربائية خلال السنوات المقبلة.

مقالات ذات صلة: بعد تصاعد تخريب سيارات تسلا… FBI يفتح تحقيقًا في “إرهاب داخلي”

مقالات مختارة