“نعيش اليوم في عالم مليء بالتغيرات وعدم اليقين، سواء في السياسة أو التكنولوجيا أو سوق العمل أو حتى الإدارة”، تقول مرام جبران-مرعب، مديرة جمعية كاف مشفيه. “لهذا، من الضروري لكل شخص في منصب إداري أن يطور مهاراته ليتمكن من النجاح والتقدم.” هذا هو الهدف من برنامج LeadForward، الذي يوفّر لعشرات المديرين العرب سنويًا الأدوات والخبرات التي تساعدهم على النمو والتطور في عالم الإدارة، ويستعد قريبًا لإطلاق دورته الثامنة.
في إطار جهودها لتعزيز اندماج الأكاديميين العرب في سوق العمل الإسرائيلي، تدير جمعية كاف مشفيه مجموعة من البرامج والفعاليات التي ترافقهم من المراحل الأخيرة في دراستهم الجامعية وحتى اندماجهم في سوق العمل وتقدمهم في المناصب الإدارية على مختلف المستويات. “نحن نؤمن بقدرات ومواهب الأكاديميين والأكاديميات العرب، ونسعى إلى مساعدتهم على تحقيق طموحاتهم المهنية”، تقول مرام جبران-مرعب مديرة كاف مشفيه في بداية حديثها عن برنامج LeadForward، فيما تؤكد لونا خوري – عبد، المديرة الجديدة لبرامج تطوير المدراء في كاف مشفيه بأن LeadForward هو البرنامج الوحيد من نوعه الذي يركّز على تطوير المدراء العرب في الهايتك وشركات التكنولوجيا.
مرام، فتحتم مؤخرًا باب التسجيل للفوج الثامن من برنامج LeadForward لتطوير المدارء العرب. ما سرّ نجاح هذا البرنامج للسنة الثامنة على التوالي؟
منذ انطلاقه قبل نحو ثماني سنوات، شارك في برنامج LeadForward، الذي نقيمه بالتعاون مع معهد لاهف لتطوير المدراء في جامعة تل أبيب، أكثر من 150 مشاركًا ومشاركةً من الأكاديميين العرب، يعملون في مناصب إدارية متنوعة في شركات هايتك، شركات صناعية وتجارية كبرى، وكذلك القطاع العام. سرّ نجاح البرنامج، كما يخبرنا به المشاركون عامًا بعد عام، يكمن في جودة المضامين والمهارات التي يكتسبونها خلاله، وفي الصلة المباشرة بين ما يتعلمونه والتحديات اليومية التي يواجهونها في أماكن العمل. وبحسب الأرقام والإحصائيات التي تصلنا فإن أكثر من %60 من خريجي البرنامج حصلوا على ترقية في المناصب الإدارية في غضون سنة من انتهاء البرنامج.
لماذا يحتاج المدير أو المديرة في بداية الطريق إلى برامج “تطوير إداري” رغم أنهم خريجو جامعات؟
لا شك أن التعليم الأكاديمي يشكّل أساسًا مهمًا للنجاح المهني، لكن وحده لا يكفي لبناء مدير ناجح. الكثير من المديرين، خصوصًا في عالم الهايتك، لم يدرسوا إدارة الأعمال أو أي مجال إداري خلال دراستهم الجامعية، بل جاءوا من خلفيات تقنية مثل علوم الحاسوب أو الهندسة، وهي تخصصات لا تركز عادة على مواضيع الإدارة والقيادة.
وهنا تظهر الحاجة الحقيقية لبرامج التطوير الإداري، خاصة في المراحل الأولى من العمل الإداري. برنامج LeadForward يأتي لسد هذه الفجوة، من خلال تزويد المديرين والمديرات الجدد بالأدوات والمهارات العملية التي تساعدهم على بناء شخصية قيادية، اتخاذ قرارات صحيحة، وإدارة فرق العمل بفعالية منذ اليوم الأول.
ما هي التحديات التي تواجه المدير الشاب أو المديرة الشابة في مكان العمل؟
التحديات كثيرة ومتنوعة وتختلف، بطبيعة الحال، بحسب مجالات وقطاعات العمل المختلفة. مع ذلك هناك تحديات مشتركة نجد أنها تواجه نسبة كبيرة من المديرين الشباب. نحن نعيش منذ 5 سنوات تقريبا في حالة مستمرة من عدم اليقين.
وباء الكورونا قَلب العالم رأساً على عقب، وخاصة عالم العمل والتشغيل. أساليب العمل تغيّرت بشكل جذري. العلاقة بين الموظف ومكان العمل لم تعد ثابتة وواضحة كما كان في السابق.
محليًا، نحن نعيش منذ سنة ونصف حالة حرب وتوتر أمني وسياسي غير مسبوقة. هذه الحالة تؤثر بشكل كبير على علاقات العمل في الشركات التي تُشغّل عربًا ويهودًا، وتخلق أجواءً من التوتر بين الموظفين، ويجب على المدير/ة التعامل مع هذه الأجواء والسعي من أجل توفير بيئة عمل مريحة للجميع، وهذا ليس بالأمر البسيط.
أضف إلى كل ذلك التحوّلات التي تطرأ على عالم العمل والتشغيل مع “انفجار” تقنيات الـ AI (الذكاء الاصطناعي) وتهديدها الفوري لملايين الوظائف حول العالم.
في ظل هذه التحولات، يحتاج كل مدير ومديرة في بداية الطريق إلى أدوات ورؤية تساعدهم على التعامل مع هذه التحديات بثقة ومرونة. برنامج LeadForward صُمّم خصيصًا لهذا الهدف، ليمنح المشاركين فيه إطارًا عمليًا وشاملًا لفهم الواقع المتغيّر، والتصرف داخله بطريقة ذكية وفعالة.
كيف يعمل برنامج LeadForward وماذا يقدم للمشاركين؟
يستهدف برنامج LeadForward الأكاديميين والأكاديميات العرب الذين يعملون في وظائف إدارية أولية أو في طريقهم لتولّي مناصب إدارية في مجالات مثل الهايتك، البيوتك، الفودتك، الفينتك، الفارما، والشركات الناشئة. البرنامج يهدف إلى تزويد المشاركين بالأدوات العملية والتفكير الإداري المطلوب للتقدم المهني، مع التركيز على تطوير المهارات القيادية، تعزيز الثقة بالنفس والتعامل مع التحديات المعقّدة في بيئة العمل.
ما يُميّز برنامج LeadForward هو التوجه المتكامل والشامل الذي يجمع بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، ويمنح المشاركين تجربة تعليمية عميقة ومتنوعة. يشمل البرنامج لقاءات تعليمية مكثّفة تجمع بين المحاضرات الأكاديمية، ورشات العمل التطبيقية، اللقاءات الجماعية لتبادل الخبرات والتعلّم من التجارب المختلفة.
بالإضافة إلى ذلك، هناك ميزة خاصة تُميّز LeadForward عن أي برنامج آخر لتطوير المدراء، وهي بناء مجتمع مهني داعم للمشاركين، يشكّل مساحة مريحة للتعارف والدعم المتبادل. هذه الروح الجماعية تخلق شعورًا بالانتماء، وتساعد المديرين والمديرات على مواجهة الشعور بالوحدة والعزلة الذي قد يرافق من يشغل منصبًا إداريًا. هذا المجتمع الذي يبدأ مع انطلاق البرنامج، يستمر أيضا بعد انتهائه في إطار شبكة kmunity التي تضم كل خريجي وخريجات برامج تطوير المدراء العرب في كاف مشفيه. نتحدث هنا عن فرص نتووركينج (تشبيك) رائعة لكل المشاركين.
“العلاقة مع خريجي البرنامج لا تنتهي مع انتهاء الدورة، بل تستمر وتتعزز مع الوقت” تقول لونا خوري – عبد، “ونحن نتابع عن قرب كيف يساهم البرنامج في دعم تقدمهم المهني، إذ نشهد انتقال عدد كبير منهم من مناصب إدارية أولية إلى مناصب أعلى خلال فترة زمنية قصيرة نسبيًا. بفضل هذه النتائج والقصص الشخصية الملهمة، أصبح برنامج LeadForward واحدًا من أنجح وأبرز برامج التطوير المهني والقيادي في المجتمع العربي. ومن أسباب هذا النجاح هو الخبرة الواسعة والمعمقة التي تراكمت منذ انطلاق LeadForward قبل عشر سنوات تقريبا”
كيف تنعكس هذه الخبرة على المُشاركين والمشاركات في الفوج الجديد؟
هذه الخبرة تنعكس في نوعية المضامين والأدوات التي يوفّرها البرنامج للمشاركين. هذه المضامين تتغير وتتحدث بشكل متواصل وفق التغيّرات التي تطرأ على سوق العمل وعلى التحديات المختلفة التي تواجه المديرين والمديرات العرب في بداية الطريق. وهذا يعني بأن البرنامج يقدم الحلول والأدوات الملائمة للصعوبات لمساعدة المشتركين على حل المشاكل والصعوبات التي تواجههم في عملهم اليومي.
وتضيف لونا “نحن في كاف مشفيه نؤمن بأن الدمج الصحيح والمتوازن بين المهارات التعليمية وبين المهارات الشخصية هو ما يقود إلى النجاح والتمكين والتطوّر المهني والشخصي، لهذا فإننا نُركّز بشكل خاص على النمو الشخصي لكل شاب أو شابة من أبناء المجتمع العربي لمساعدتهم على الاندماج والتقدم في عالم العمل”.
مقال تسويقي: إعداد وصلة Brands بالتعاون مع جمعية كاف مشفيه
