
سجلت شركة تسلا تراجعًا حادًا في مبيعاتها خلال الربع الأول من عام 2025، لتصل إلى 336,381 سيارة فقط، ما يمثل انخفاضًا بنسبة 13% مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الماضي. الرقم جاء دون توقعات المحللين، الذين قدروا أن تصل مبيعات الشركة إلى نحو 380 ألف سيارة، في حين أن متوسط المبيعات ربع السنوية للشركة في الفترات السابقة بلغ حوالي 477 ألف وحدة. وقد انعكست هذه النتائج سلبًا على أداء السهم، الذي خسر 4% من قيمته في التداولات التمهيدية في بورصة نيويورك.
منذ بداية العام، هبط سهم تسلا بنسبة 34%، في أسوأ أداء فصلي له منذ عام 2022. كما تراجع بنسبة 45% منذ أن بلغ ذروته في ديسمبر الماضي عند سعر 489 دولارًا للسهم، ما يشير إلى أزمة ثقة متزايدة في قدرة الشركة على الحفاظ على زخم النمو السابق، في ظل اشتداد المنافسة وتحديات الإنتاج والتسويق في الأسواق الرئيسية.
وأفادت الشركة بأنها أنتجت 362,615 سيارة خلال الربع الأول، مقارنة بـ433,371 سيارة في نفس الفترة من العام الماضي، ما يعكس انخفاضًا ملموسًا في وتيرة التصنيع. ويعزى هذا التراجع إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها المنافسة المتزايدة في السوق الصينية، حيث انخفضت مبيعات تسلا هناك بنسبة 11.5% في مارس وحده، مقارنة بشهر مارس من عام 2024. وتشير البيانات الرسمية الصادرة عن الحكومة الصينية إلى أن الشركة باعت 78,828 سيارة كهربائية فقط في هذا الشهر، ما يؤكد الضغوط التي تواجهها أمام الشركات المحلية العملاقة مثل BYD التي تُحقق مكاسب متسارعة على حساب تسلا.
بالإضافة إلى التحديات التجارية، واجهت الشركة أزمات أخرى على الصعيد السياسي والشعبي، حيث تعرضت لموجة احتجاجات في الولايات المتحدة بسبب ارتباط مؤسسها إيلون ماسك بإدارة دونالد ترامب، وهو ما أدى في بعض الحالات إلى أعمال تخريب، تضمنت إحراق سيارات ومعارض تابعة لتسلا في عدة ولايات.
هذه التطورات تُنذر بفترة حرجة بالنسبة للشركة الرائدة في مجال السيارات الكهربائية، التي باتت بحاجة إلى مراجعة استراتيجياتها التسويقية والإنتاجية، خاصة في الأسواق الآسيوية التي تشهد منافسة ضارية. ومع استمرار الضغوط الاقتصادية والسياسية، يبدو أن تسلا تدخل مرحلة جديدة تتطلب إعادة تموضع حذرة للحفاظ على حصتها في السوق العالمي.
مقالات ذات صلة: سياسات ماسك ترتد عليه وتمحو 460 مليار دولار من القيمة السوقية لتسلا