شهد قطاع الهايتك في البلاد تراجعًا ملحوظًا في الرواتب وأعداد الوظائف خلال مطلع عام 2025، في إشارة إلى تباطؤ واضح يضرب أحد أبرز محركات الاقتصاد الإسرائيلي. فبحسب بيانات صادرة عن دائرة الإحصاء المركزية، انخفض متوسط الأجر الشهري في قطاع الهايتك بنسبة 10% في يناير 2025، ليصل إلى 31,338 شيكل، بعدما بلغ ذروته في ديسمبر 2024 عند 34,840 شيكل، وهو ما شكّل آنذاك ارتفاعًا حادًا بنسبة 17.2% مقارنة بشهر نوفمبر، الذي سجل فيه متوسط الرواتب 29,738 شيكل.
هذا التراجع في رواتب العاملين في قطاع الهايتك انعكس أيضًا على معدل الأجور العام في سوق العمل، حيث بلغ متوسط الرواتب في ديسمبر 2024 أعلى مستوى له على الإطلاق، حيث وصل إلى 14,338 شيكل. غير أن هذا الرقم تراجع بنسبة 6.4% في يناير 2025 ليصل إلى 13,419 شيكل، قبل أن يعاود الارتفاع في فبراير بنسبة 2.7% ليصل إلى 13,790 شيكل.
أما على صعيد الوظائف، فقد تراجع عدد الوظائف ذات الأجر الثابت في البلاد بنسبة 0.6%، من 4.067 مليون وظيفة في يناير إلى 4.041 مليون وظيفة في فبراير، ما يعكس الصعوبة التي يواجهها الاقتصاد في استعادة وتيرة النمو. وفي قطاع الهايتك تحديدًا، تراجعت أعداد الوظائف بنسبة 0.5%، من 402,500 وظيفة في ديسمبر إلى 400,200 وظيفة في يناير، وهو ما يعادل نحو 9.8% من إجمالي الوظائف في السوق، مقارنة بنسبة 9.9% في ديسمبر.
وتشير البيانات أيضًا إلى أن الأزمة في قطاع التكنولوجيا تتجاوز مجرد الأجور وعدد الوظائف، حيث سُجّل ارتفاع حاد في أعداد العاطلين عن العمل من أصحاب التخصصات التكنولوجية. فقد ارتفع عدد الباحثين عن العمل في مجالات تطوير البرمجيات وتحليل التطبيقات بنسبة 12% خلال شهرين فقط، من 6,250 في ديسمبر إلى 7,000 في فبراير. كما زاد عدد العاطلين عن العمل في تخصصات قواعد البيانات والشبكات بنسبة 9%، من 1,070 إلى 1,170 خلال الفترة نفسها.
وارتفعت نسبة الباحثين عن عمل في قطاع الهايتك من إجمالي العاطلين عن العمل من 7.5% في بداية عام 2024 إلى 11.3% في فبراير 2025، في مؤشر مقلق على عمق التراجع في هذا القطاع، الذي لطالما شكّل عمادًا لاقتصاد الدولة ومصدرًا لجذب الاستثمارات الأجنبية.
مقالات ذات صلة: في الربع الأول من العام: 2.13 مليار دولار استثمارات في قطاع الهايتك بالبلاد
