
استضافت السفارة الامريكية الأسبوع الماضي الحدث الاحتفالي بانتهاء النصف الأول من مشروع “عَالمضمون”, المدعوم والممول بشكل مركزي من قِبل السفارة, بحضور كُل من جيسيكا دانسل وتوماس لافرير– الدبلوماسيين الأمريكيين في المُلحق الثقافي للسفارة الامريكية في القدس, والذي جمع مشتركي البرنامج، شركاء المشروع وعدد من خريجي برامج السفارة للتبادل والقيادة.
يهدف مشروع “عَالمضمون”, والذي من اسمه يوحي للتعامل مع المحتوى وأيضا يقصد العمل على “المضامين” في الحيز الرقمي، إلى رفع وتطوير مهارات المعرفة الإعلامية الأساسية لدى أبناء المجتمع العربي، وتعزيز الاستهلاك المسؤول للمحتوى وإنشاء المحتوى الرقمي المبني على أسس وقيم اخلاقية. يكمن الهدف الأساسي للمشروع في تطوير موارد رقمية متاحة للجميع بموضوع المعرفة الاعلامية، ليكون بمثابة منصة شاملة للموارد والأدوات، ويعزز المرونة الرقمية لدى الشباب العربي في إسرائيل. ومن المقرر أن يصبح موقع المشروع الإلكتروني، almadmoun.org، مركزًا رئيسيًا لموارد المعرفة الإعلامية. في الوقت نفسه، سيتم إطلاق صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي على فيسبوك وإنستغرام قريبًا لتعزيز التواصل والمشاركة مع نشاطات المشروع.
ويأتي هذا المشروع من ضمن برامج السفارة المختلفة التي تعزز مبادرات كهذه ,كما وأكد الدبلوماسي الأمريكي توماس لافرير “يعتبر مشروع “”عالمَضمون” جزءًا من برامج السفارة لتعزيز الثقافة الإعلامية، وبناء مجتمعات أقوى وأكثر مرونة لمواجهة المعلومات والأيديولوجيات المتطرفة. وأكد الدبلوماسي الأمريكي، توماس لافيريير، أن “البيئة الإعلامية في العالم معقدة ومربكة للغاية، وأن الثقافة الإعلامية مهارة أساسية يحتاجها المٍعلمون والشباب للتعامل مع هذه البيئة واتخاذ قرارات مستنيرة”. وأضاف لافيريير: “يساهم مشروع ” عالمَضمون” إسهامًا إيجابيًا في تنمية المجتمع العربي على نطاق واسع، وتفخر السفارة الأمريكية بشراكتها في هذه الجهود”.
و في دورها الدبلوماسي شكرت جيسيكا دانسل المبادرين والمُقيمين على المشروع كما وأنها شددت على اهمية الشراكة والتواصل المستمر مع خريجي برامج التبادل المختلفة التابعة لحكومة الولايات المتحدة المُقدمة مِن قِبل السفارة الامريكية. التي تهدف لتقوية التميز التعليمي والمهني، وتُعزز الروابط والتعاون بين المجتمعات المختلفة في الولايات المتحدة وإسرائيل.

أبرز اللحظات في الحدث كانت تكريم المبادرين الثلاثة للمشروع على تفانيهم وسعيهم لإنشاء المشروع: سعيد ذيابات، مدير برامج اجتماعية يتمتع بخبرة تزيد عن عقد في العمل على الحراك الاجتماعي للمجتمعات المهمشة؛ وسبيل خطار، منشئة محتوى رقمي متمرسة والتي لديها آلاف المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة؛ ومحمد عرار، مطور تقنيات تعليمية متميز. وقد ساهمت رؤيتهم وجهودهم الدؤوبة في إحياء المشروع وتحقيق تقدم ملحوظ بفترة قصيرة. وبصفتهم أعضاءً في شبكة خريجي برنامج التبادل للسفارة الامريكية، ساهمت تجاربهم ورؤاهم الفريدة بشكل كبير في تشكيل التوجه الاستراتيجي للمشروع، كما عززت مُشاركة خريجين آخرين المشروع، وعززت التعاون مع أطر وجمعيات مختلفة وجمعت وجهات نظر متنوعة .
كما وسلّط الحدث الضوء على انتهاء دورة “ميسّري مجموعات بموضوع المعرفة الإعلامية” التي طُوّرت بالتعاون مع جمعية “تمار”. صُممت هذه الدورة لتزود المُيسّرين بالمهارات الأساسية لتدريس المعرفة الإعلامية، بما في ذلك الاستهلاك النقدي لوسائل الإعلام وإنشاء محتوى مسؤول. وأيضا ركزت هذه الدورة على تعلم استراتيجيات مواجهة إرهاق الصحة النفسية الرقمية لدى المستخدمين الشباب، والتعامل مع الجوانب المعرفية والعاطفية للتفاعلات الرقمية، مع التركيز على المرونة الشخصية واتخاذ القرارات السليمة عند استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والحيز الرقمي.
بالإضافة، حقق المشروع تقدمًا ملحوظًا من خلال تطوير مواد تدريبية شاملة وإجراء ورشات عمل تدريبية للمُيسّرين حيث تم تدريب 19 مُيسّرًا، ومن المقرر أن تبدأ مجموعة ثانية التدريب في شهر نيسان. بالإضافة إلى ذلك، استضاف المشروع ندوة إلكترونية ناجحة بعنوان “الاستهلاك النقدي لوسائل الإعلام في العصر الحديث” مع المتحدث الضيف السيد أريك سيغال، أحد خريجي برامج السفارة وحضرها أكثر من 35 مشاركًا.
أشاد هذا الحدث بجهود المشروع التوعوية الهامة والشراكات التي تم بنائها مع عدة مؤسسات ومنافذ إعلامية، بما في ذلك “وصلة نيوز” و”لاينز كوميونيكيشنز” وغيرهم. من خلال هذه الشراكات، يواصل المشروع توسيع نطاق تأثيره، بهدف بناء مجتمع أكثر وعيًا ومرونة في الحيز الرقمي. ومع انتقال فريق المشروع إلى المرحلة الثانية من تنفيذ المشروع، سيبقى التركيز على تعزيز الشراكات، وعقد المزيد من ورش العمل، وتطوير المنصات الرقمية لتحقيق أقصى قدر من اتاحة المعلومات لجمهور الهدف واستمرارية المشروع. بالنهاية، يتقدم فريق المشروع بالشكر للسفارة الأمريكية على دعمها المتواصل، ويتطلع إلى استمرار مشروع سد الفجوات من خلال محو الأمية الإعلامية وتعزيز المعرفة الاعلامية بواسطة مشروع “عَ المضمون”.
***إعداد: طاقم وصلة BRNADS بالتعاون مع مبادرة عالمضمون