
في تصعيد جديد للتوتر التجاري بين الصين والولايات المتحدة، أقدمت شركة “بايت دانس” الصينية على تجميد صفقة بيع نشاط تطبيق “تيك توك” داخل الولايات المتحدة، وذلك ردًا على الرسوم الجمركية المرتفعة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مؤخراً على الصين. وكانت الصفقة على وشك الإتمام بعد أن تم التوصل إلى تفاهم بين جميع الأطراف، إلا أن التدخل الصيني المفاجئ وضع مصير المنصة في السوق الأميركية في مهب الريح.
وبحسب تقرير لوكالة “رويترز” نقلاً عن مصدرين مطلعين، فإن بنود الاتفاق كانت قد حُسمت يوم الأربعاء الماضي، حيث كان من المتوقع أن تنتقل ملكية عمليات “تيك توك” داخل الولايات المتحدة إلى شركة أميركية جديدة، يملك فيها مستثمرون أميركيون غالبية الحصص، بينما تحتفظ “بايت دانس” بأقل من 20% من الأسهم. وقد وافق على هذه الصيغة كل من المستثمرين الحاليين والجدد، الشركة الأم الصينية، وكذلك الإدارة الأميركية.
لكن، وفي ضوء القرارات الجمركية الأميركية الجديدة، رفضت الحكومة الصينية إعطاء الضوء الأخضر النهائي للصفقة، وأكدت “بايت دانس” في بيان نشرته على منصة WeChat الصينية، أن “المفاوضات لا تزال جارية مع الحكومة الأميركية، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بعد، وهناك خلافات جوهرية بين الطرفين، بالإضافة إلى أن القانون الصيني يشترط مراجعة رسمية لأي صفقة من هذا النوع”.
في محاولة لتجنّب حظر التطبيق داخل الولايات المتحدة، أعلن الرئيس ترمب يوم الجمعة عن تمديد المهلة الممنوحة لـ”بايت دانس” لبيع نشاط “تيك توك” داخل أميركا لمدة 75 يومًا إضافيًا، حتى منتصف يونيو المقبل. وهذه هي المرة الثانية التي يمدد فيها ترمب الموعد النهائي منذ عودته إلى منصب الرئاسة، وذلك تنفيذًا لقانون صدر عن الكونغرس قبل عام، ويهدف إلى إجبار “تيك توك” على بيع عملياتها أو مواجهة الحظر بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي الأميركي.
في بيانه حول التمديد، أشار ترمب إلى أن “العملية تحتاج إلى المزيد من الوقت لضمان توقيع جميع التصاريح والموافقات المطلوبة”، مضيفًا أن الإدارة الأميركية “تتمنى الاستمرار في المفاوضات مع الصين بحسن نية، لكنها تدرك أن الحكومة الصينية مستاءة جدًا من الرسوم التي فرضناها”.
ردود الفعل الصينية لم تتأخر، إذ أصدرت السفارة الصينية في واشنطن بيانًا جاء فيه أن “الصين عبّرت عن موقفها بوضوح في ما يخص تيك توك أكثر من مرة. نحن نؤمن باحترام وحماية الحقوق والمصالح المشروعة للشركات، ونرفض أي ممارسات تخرق المبادئ الأساسية لاقتصاد السوق”.
وسط هذا الجمود السياسي، لا يزال المستثمرون في سباق مع الزمن لإتمام الصفقة. من أبرز الجهات المهتمة بالاستحواذ على “تيك توك” في أميركا شركات مثل “أوراكل”، “أبليفين”، و”أمازون” التي تقدمت بعرض في اللحظة الأخيرة يوم الأربعاء. كذلك، أبدى تحالف استثماري يضم شركات كبرى مثل “أندرسن هورويتز” و”بلاكستون” اهتمامًا كبيرًا، وربما يسيطر على نحو 50% من نشاط المنصة داخل الولايات المتحدة في حال إتمام الصفقة، وفقًا لما نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز”.
مقالات ذات صلة: ترمب يقسو على الصين: أثر الجمارك الأمريكية على الاقتصاد الصيني