يبدو أن مستخدمي آيفون على موعد مع صدمة مالية غير مسبوقة، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن حزمة جديدة من الرسوم الجمركية الهائلة على البضائع المستوردة، والتي شملت الصين، الدولة التي تُصنع فيها أجهزة آيفون الشهيرة. ومع دخول هذه الإجراءات حيّز التنفيذ ضمن ما سماه ترمب “يوم التحرير الاقتصادي”، يتوقع الخبراء قفزة هائلة في أسعار هواتف آبل، قد تغيّر ملامح سوق التكنولوجيا الاستهلاكية في العالم.

تضاعف تكلفة الإنتاج
وفقًا لتقديرات شركة TechInsights، فإن تكلفة إنتاج هاتف آيفون واحد ستقفز من 580 دولارًا إلى 850 دولارًا، نتيجة فرض ضريبة جمركية بنسبة 54% على الواردات القادمة من الصين. هذه النسبة غير المسبوقة في حجمها، تعني عمليًا أن آبل ستواجه ارتفاعًا كبيرًا في تكاليف الإنتاج، وهي تكاليف يُتوقع أن تُنقل مباشرة إلى المستهلك النهائي.
السعر الجديد: آيفون بـ3,500 دولار
المفاجأة الأكبر جاءت من المحلل دان آيفز في شركة Wedbush Securities، الذي توقع أن ترتفع سعر آيفون 16 برو بسعة 256 غيغابايت من 1,100 دولار إلى نحو 3,500 دولار – أي أكثر من ثلاثة أضعاف السعر الحالي.
هذا الارتفاع لا يعود فقط إلى الرسوم المفروضة على التجميع في الصين، بل أيضًا إلى الرسوم المحتملة على المواد الأولية والرقائق والمكوّنات الأخرى التي تُستورد من دول متعددة حول العالم.
إنتاج محلي؟ مستحيل اقتصاديًا
بينما يروّج ترمب بأن فرض الرسوم سيحفّز الصناعة المحلية ويُعيد خطوط الإنتاج إلى الأراضي الأميركية، يشكك خبراء الاقتصاد والتكنولوجيا في واقعية هذه الرؤية. حيث أشار بارتون كروكيت، المحلل في Rosenblatt Securities، إلى أن نقل إنتاج آيفون إلى الولايات المتحدة سيكون “مهمة ضخمة جدًا، بل شبه مستحيلة”، مضيفًا: “ليس واضحًا إذا كان بإمكاننا إنتاج هاتف ذكي بسعر تنافسي في السوق الأميركية“.
ويُذكر أن تكلفة تجميع الهاتف في الصين حالياً تبلغ نحو 30 دولارًا فقط، بينما ستتضاعف هذه الكلفة عشر مرات على الأقل إذا تم نقل خط الإنتاج إلى أميركا، بحسب تقديرات واين لام من TechInsights.
ترمب والصين.. تصعيد متبادل
في مواجهة الرسوم الأميركية، أعلنت الصين أنها ستفرض رسومًا إضافية بنسبة 34% على جميع الواردات الأميركية، اعتبارًا من 10 أبريل، لتقابل بذلك نفس النسبة التي فرضها ترمب على المنتجات الصينية. هذا التصعيد المتبادل يضيف طبقة جديدة من التوتر إلى الحرب التجارية المتصاعدة، ويثير المخاوف من موجة تضخم عالمي تمسّ كل من المنتجات التقنية والاستهلاكية.
تأثير عالمي وقلق اقتصادي
وصف كريغ سينغلتون، الخبير في الشؤون الصينية، الإجراءات الأخيرة بأنها “ليست حربًا تجارية شاملة بعد، لكنها تصعيد واضح”، مضيفًا أن “الاستمرار في هذا الاتجاه سيجعل من الصعب على الطرفين التراجع دون خسارة ماء الوجه”.
ومع فرض رسوم أساسية بنسبة 10% على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، ومواجهة أكثر من 90 دولة رسومًا جمركية أعلى بحسب سياساتهم التجارية مع واشنطن، يبدو أن العالم الاستهلاكي الذي اعتدنا عليه في طريقه للاندثار.
مقالات ذات صلة: الصين تفرض رسومًا جمركية بنسبة 34% على الواردات الأمريكية ردًا على خطوة ترامب