
في ظل التصعيد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، تحاول الحكومة الصينية إبقاء الشركات المحلية، وعلى رأسها شركة الأزياء السريعة العملاقة “شي إن” (SHEIN)، ضمن حدودها الصناعية. بحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، فإن وزارة التجارة الصينية عبّرت عن رفضها الشديد لمحاولات SHEIN نقل جزء من إنتاجها إلى دول أخرى مثل فيتنام، في مسعى لتقليل تكلفة الرسوم الجمركية الأميركية المتزايدة.
وتأتي هذه الخطوة وسط مخاوف متزايدة لدى بكين من انتقال سلاسل التوريد إلى خارج البلاد، وهو سيناريو يهدد بخسارة الوظائف وانكماش قاعدة التصنيع الوطنية. وبحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، فقد تم نقل الرسالة التحذيرية من الحكومة إلى الشركة قبل أيام قليلة فقط من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن الرسوم الجديدة. وتشير نفس المصادر إلى أن شركات أخرى تلقت إشارات مشابهة، رغم أن التفاصيل لم تُكشف بعد.
استجابةً لهذا الضغط، ألغت SHEIN زيارات مقررة لأربعة من كبار مورّديها الصينيين إلى مصانع في فيتنام ودول جنوب شرق آسيا. في وقت سابق من هذا العام، أفادت تقارير بأن SHEIN عرضت حوافز لمورديها لنقل خطوط الإنتاج إلى الخارج، خاصة بعد تهديدات ترمب بفرض رسوم جديدة، ما أثار قلق السلطات الصينية.
وتأتي هذه التحركات في وقت فرض فيه ترمب رسومًا انتقامية على الصين بنسبة 34%، تضاف إلى رسوم سابقة نسبتها 20%. وهدد أيضًا بمضاعفة هذه الرسوم ما لم تتراجع بكين عن خطتها لفرض رسوم مضادة. هذا التصعيد يهدد مكانة الصين كقاعدة تصدير عالمية، ويزيد من تكاليف الشحن على شركات مثل SHEIN و”تيمو”، المنافسة الصينية الأخرى، خاصة بعد قرار ترمب بإلغاء الإعفاء الجمركي على الطرود الصغيرة التي تقل قيمتها عن 800 دولار، والذي سيدخل حيّز التنفيذ في الثاني من مايو.
في جولات سابقة من الحرب التجارية، سعت العديد من الشركات إلى تفادي الرسوم الأميركية من خلال نقل الإنتاج إلى كمبوديا ودول آسيوية أخرى، حتى أن أكثر من نصف المصانع في كمبوديا اليوم مملوكة لشركات صينية. لكن وفقًا للمصادر، تبدي الحكومة الصينية هذه المرة موقفًا أكثر تشددًا، وترفض تكتيكات الهروب من الرسوم عبر تغيير مواقع الإنتاج.
تجدر الإشارة إلى أن SHEIN، التي تأسست في مدينة نانجينغ شرق الصين، تعتمد على شبكة واسعة من الموردين في جنوب البلاد، وتشتهر ببيع الملابس بأسعار زهيدة مثل القمصان التي لا تتجاوز 10 دولارات. ومع تصاعد التحديات، قد تتعرض خطط الشركة للاكتتاب العام في بورصة لندن إلى ضغوط إضافية، خاصة في ظل الانتقادات المتعلقة بظروف العمل والانبعاثات البيئية التي تُنسب لها. كما أن مستثمري SHEIN يضغطون حاليًا لخفض قيمة تقييم الشركة، ما يعكس التحديات المركّبة التي تواجهها في هذه المرحلة الحساسة.
مقالات ذات صلة: إثر تصاعد الحرب التجارية: الصين تُجمّد صفقة بيع تيك توك في أميركا