هل تفكك الحكومة احتكار “بيزك”؟ قرار حاسم متوقّع نهاية 2025

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

تستعدّ وزارة الاتصالات لمناقشة واحدة من أكثر القضايا تأثيرًا في سوق الاتصالات المحلي، وهي مسألة إلغاء الفصل البنيوي (الهيكلي) داخل مجموعة “بيزك”، وهي الشركة التي ما زالت تُعد اللاعب الأبرز والأكثر احتكارًا في السوق رغم خصخصتها منذ سنوات ودخول منافسين جدد. ووفقًا لخطة العمل الرسمية لوزارة الاتصالات للعام 2025، من المتوقع البت في هذه القضية نهاية ديسمبر المقبل.

1024px Bezeq
صورة توضيحية- المصدر: ويكيميديا

خلفية الهيكل الحالي ودوافع التغيير

في الماضي، كانت “بيزك” شركة حكومية احتكارية، وهي اليوم شركة خاصة تضم تحت مظلتها أربع شركات رئيسية: وهي “بيزك” لخدمات الاتصالات الأرضية، “بيليفون” Pelephone للهواتف المحمولة، شركة البث التلفزيوني “YES”، و”بيزك إنترناشيونال”. الفصل البنيوي الحالي يمنع الشركة من دمج هذه الشركات معًا وبيع خدمات مشتركة بين هذه الشركات للزبائن،وتهدف هذه القيود لتقليص قوتها السوقية الضخمة وضمان شروط منافسة عادلة لبقية اللاعبين.

لكن منذ سنوات، تسعى إدارة “بيزك” بقيادة إلى إلغاء هذا الفصل، بهدف دمج الخدمات وتقليل التكاليف، والسماح بتقديم حزم موحدة تشمل الإنترنت والتلفزيون والهاتف، وهو ما يعتبرونه أمرًا ضروريًا للتطور والمنافسة. وزارة الاتصالات من جهتها، كانت حتى الآن متحفظة، معتبرة أن السوق لم يصل بعد إلى مرحلة توازن تسمح بهذا الدمج دون الإضرار بالتنافسية.

المخاوف من تضخيم قوة “بيزك”

شدد  تقرير لجنة خاصة تابعة لوزارة الاتصالات نُشر عام 2020 على هذه النقطة، وجاء فيه أن إلغاء الفصل البنيوي قد يُؤدي إلى تعزيز مفرط لهيمنة بيزك، لاسيما أن لديها نفوذًا واسعًا في خدمات البنية التحتية الثابتة، ما قد يُستخدم لتعزيز قوتها في الأسواق الأخرى مثل البث والموبايل.

وأوضح التقرير أن حتى في أفضل السيناريوهات، سيبقى هناك اعتماد جزئي من الشركات المنافسة على البنية التحتية الخاصة ببيزك، ما يجعل الإلغاء الكامل للفصل محفوفًا بالمخاطر.

نقطة التحوّل: التوسع في “الفايبر”

لكن الواقع يتغير تدريجيًا. مع دخول مشاريع الألياف الضوئية “الفايبر” بشكل واسع، باتت المنافسة على البنية التحتية نفسها أكثر توازنًا.

اليوم، يتمتع حوالي 90% من الأسر في البلاد بإمكانية الوصول إلى الألياف الضوئية، وهي طفرة غير مسبوقة. وتمتلك “بيزك” حاليًا 30% من الحصة. أما شبكة IBC المنافسة، فقد وصلت إلى أكثر من مليوني منزل، من أصل ثلاثة ملايين تقريبًا، ما يزيد من الضغط لتحرير السوق وطرح حلول تنظيمية جديدة.

الاحتمالات المطروحة لتكفيك “بيزك”

قد يكون السيناريو الأقرب للتنفيذ هو دمج جزئي فقط، بحيث تندمج “بيزك” للاتصالات الأرضية مثلًا مع “YES”، بينما تبقى “بيليفون” و”بيزك إنترناشيونال” شركات منفصلة. هذا المسار قد يُوفّر توازنًا بين تحسين الخدمات المقدمة ومراعاة قواعد المنافسة.

مقالات ذات صلة: الفجوة الرقمية تكشف التمييز الممنهج: 152 ألف من المواطنين العرب في البلاد بلا إنترنت

مقالات مختارة