شهد شهر مارس 2025 تراجعًا في عدد الباحثين عن العمل في البلاد ليصل إلى 159 ألف شخص، بانخفاض نسبته 0.4% مقارنة بشهر فبراير، وفقًا للبيانات الصادرة عن مكتب العمل (مصلحة التشغيل)، وهو الرقم الأدنى منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
في الوقت ذاته، سجّل عدد المستفيدين من مخصصات “ضمان الدخل” – وهم من الفئات الأكثر هشاشة في سوق العمل – تراجعًا إلى 40.8 ألف شخص، وهو أدنى مستوى منذ بداية الحرب.
ومع ذلك، فإن الصورة العامة تخفي تحولات أكثر تعقيدًا، أبرزها الزيادة في نسبة الباحثين عن العمل من أصحاب الأجور المرتفعة (من يتقاضون أكثر من 14 ألف شيكل شهريًا)، إذ بلغ معدلهم 27.1%، وهو ما يمثل ارتفاعًا بنسبة 81.1% مقارنة بعام 2019.

تشير تفاصيل التقرير إلى انقسام واضح في سوق العمل بين المهن اليدوية البسيطة والمهن التي تتطلب مهارات عالية. فقد ارتفع عدد المحامين الباحثين عن عمل بنسبة 24.5% منذ بداية العام، في حين شهد عدد البستانيين الباحثين عن عمل انخفاضًا بنسبة 12.5%. وتراجع عدد العاملين في التنظيف الباحثين عن عمل بنسبة 6.4%. هذا التباين يعزز القلق من أن الذكاء الاصطناعي بدأ يستهدف مهن “الياقات البيضاء”، المهن التي تتطلب عملًا ذهنيًا مكتبيًا، وليس فقط المهن الروتينية كما كان يُعتقد سابقًا.
وبحسب مكتب العمل، فإن هذه الظاهرة تعكس اتجاهًا عالميًا يتمثل في ارتفاع الطلب على العمال في المهن اليدوية أو ما يُعرف بـ”الياقات الزرقاء” خلال السنوات الخمس الأخيرة. ويضيفون أن ارتفاع تكلفة المعيشة قد يكون أيضًا عاملاً يدفع أصحاب هذه المهن للبحث عن عمل بشكل أسرع، رغبة في الاستقرار المالي وتلبية الاحتياجات اليومية في ظل ضغوط اقتصادية متزايدة.
سجّلت المدن ذات القوة الاقتصادية العالية في وسط البلاد النسب الأعلى من حيث زيادة عدد طالبي العمل. فعلى سبيل المثال، ارتفع عددهم في مدينة غفعتايم بنسبة 7.6%، وهي النسبة الأعلى بين جميع المدن، كما سجلت تل أبيب ورمات هشارون أيضًا زيادات ملحوظة.
من حيث الأعمار، كان توزيع الباحثين عن العمل على النحو التالي: 27% من الشباب بين 18 و34 عامًا، و42% في سن العمل الأوسط بين 35 و54 عامًا، و31% من كبار السن فوق 55 عامًا. وبلغ عدد المسجلين الجدد كباحثين عن عمل 26 ألف شخص خلال مارس، وهي نسبة مماثلة لما كانت عليه قبل الحرب.
مقالات ذات صلة: الرقم الأدنى منذ أكتوبر 2023: عدد الغائبين بسبب الحرب تراجع إلى 34 ألف موظف في فبراير