الصين تستمر في ردودها وتمنع شركات طيرانها من شراء طائرات بوينغ الأمريكية

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
طائرة بوينغ 777-300ER تابعة للخطوط الجوية الصينية- المصدر: ويكيميديا
طائرة بوينغ 777-300ER تابعة للخطوط الجوية الصينية- المصدر: ويكيميديا
طائرة بوينغ 777-300ER تابعة للخطوط الجوية الصينية- المصدر: ويكيميديا

في تطور لافت على صعيد حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، أصدرت الحكومة الصينية أوامر مباشرة لشركات الطيران المحلية بعدم شراء أو استلام أي طائرات جديدة من شركة بوينغ الأميركية، وذلك في إطار ردها على فرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسومًا جمركية بنسبة 145% على الواردات من الصين.

وفقًا لتقرير نشرته وكالة “بلومبيرغ”، شملت الأوامر الصينية أيضًا وقف شراء المعدات وقطع الغيار الخاصة بالطائرات من الشركات الأميركية، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في تكاليف صيانة الطائرات العاملة حاليًا داخل الصين. ومع ذلك، تبحث الحكومة الصينية في سبل تقديم دعم مالي لشركات الطيران التي استأجرت طائرات من بوينغ، لتخفيف أثر القرار.

 يشكل هذا القرار ضربة موجعة لشركة بوينغ، التي تعتبر السوق الصينية من أكبر أسواقها، خاصة وأنّ 20% من الطلب العالمي على الطائرات سيكون من الصين خلال العقدين القادمين. ولذلك، تأثرت أسهم شركة بوينغ فورًا، إذ سجلت تراجعًا بنسبة 3% في تداولات ما قبل افتتاح الأسواق الأميركية، في حين عزز القرار من مكانة الشركة الأوروبية المنافسة “إيرباص” في السوق الصينية، وكلّ ذلك يزيد من الضغوط على بوينغ التي شهدت فضيحة طالت معايير السلامة في طائرتها مطلع عام 2024، أقرت على إثرها بالذنب في دعوة قضائية رفعتها ضدها وزارة العدل الأمريكية.

في العامين المقبلين، كان من المفترض أن تستلم ثلاث من كبريات شركات الطيران الصينية أسرابًا جديدة من طائرات بوينغ بين عام 2025 و2027، فشركة Air China تنتظر استلام 45 طائرة، بينما تنتظر China Eastern Airlines نحو 53 طائرة، وتستعد China Southern Airlines لاستلام 84 طائرة. إلا أن القرار الصيني ينصب “مطبات هوائية” أمام استلام هذه الطائرات.

وتشكل هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة من التدابير الانتقامية التي اتخذتها بكين ردًا على الرسوم الأميركية الجديدة، والتي شملت أيضًا رفع الرسوم على الواردات الأميركية إلى الصين بنسبة 125%، وفرض قيود جديدة على تصدير المعادن النادرة، فضلًا عن إدراج شركات أميركية إضافية ضمن القائمة السوداء للصين.

ولا يقتصر تصنيع شركة بوينغ على الطائرات المدنية، حيث يمتد تصنيعها إلى الطائرات العسكرية التي تنتجها لصالح وزارة الدفاع الأمريكية، ومن ضمنها طائرات F-15 Eagle، إحدى أبرز الطائرات في سلاح الجو الأمريكي. ومؤخرًا، منح ترمب شركة بوينغ، عقدا بقيمة 20 مليار دولار لتصنيع أكثر طائرات المقاتلة تطورًا في العالم، وهي طائرة F-47 من الجيل السادس.

ولم تكن الصين وحدها من عبرت عن قلقها من تداعيات قرارات ترامب الجمركية. فقد حذرت شركة “ريان إير” الأوروبية للطيران منخفض التكلفة من أنها قد تضطر إلى تأجيل استلام طائرات بوينغ جديدة إذا ما تم فرض رسوم جمركية إضافية عليها.

مقالات ذات صلة: الصين ترد بأحد أقوى أسلحتها: تجميد تصدير المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة 

مقالات مختارة