
في أحدث مؤشر على تعمّق القلق في أسواق المال العالمية، كشف مسح أجراه بنك أوف أميركا أن تشاؤم المستثمرين العالميين تجاه الاقتصاد الأميركي بلغ أعلى مستوياته منذ ثلاثة عقود.
ووفق نتائج المسح، الذي أُجري بين 4 و10 أبريل وشمل 164 مدير يتحكمون في استثمارات بقيمة 386 مليار دولار، فإن 42% من المشاركين يتوقعون دخول الاقتصاد الأميركي في حالة ركود، بينما 82% أعربوا عن اعتقادهم بأن الاقتصاد العالمي يضعف.
هذا التشاؤم التاريخي يُعزى، بحسب البنك، إلى السياسات التجارية العدوانية التي يقودها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، والتي تتمثل أساسًا في سلسلة من الرسوم الجمركية التصعيدية على عشرات الدول، وعلى رأسها الصين.
وذكر الاستراتيجيون في بنك أوف أميركا، بقيادة مايكل هارتنت، أن “التشاؤم الكلي في ذروته، لكن التشاؤم تجاه السوق لم يصل بعد إلى ذروته الكاملة”، موضحين أن نسبة السيولة في محافظ المستثمرين لا تزال عند 4.8% فقط، مقارنة بـ6% في أوقات الأزمات التقليدية، وهو ما يعني أن الذعر الكامل لم يتحقق بعد، وقد تكون هناك جولة جديدة من الخسائر في الطريق.
أكثر ما يلفت النظر هو الانخفاض الحاد في الثقة بالمؤشرات الأميركية. فقد أشار المسح إلى أن 36% من المستثمرين أصبحوا في وضعية (Underweight) للمؤشرات الأميركية، وهو أدنى مستوى منذ نحو عامين، ويعكس انخفاضًا بمقدار 53 نقطة مئوية منذ فبراير، وهو الانخفاض الأكبر في تاريخ هذا المسح.
في ظل هذا المناخ المتشائم، بدأ المستثمرون بتحويل أموالهم إلى أسواق بديلة، خاصة في أوروبا والصين، حيث كانت هناك بوادر انتعاش في بعض الأصول. وقد حذّر بنك أوف أميركا من أن الأسواق الأميركية لن تشهد انتعاشًا حقيقيًا ما لم يتم تنفيذ أحد السيناريوهات التالية: تخفيف كبير في الرسوم الجمركية، خفض حاد في أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، أو صدور بيانات نمو مفاجئة وإيجابية.
الهبوط الحاد في الأسهم الأميركية، وكذلك في الدولار وسندات الخزانة خلال الأسابيع الأخيرة، يُعزى بشكل مباشر إلى نهج ترامب التجاري المتشدد. وعلى الرغم من التصحيح الإيجابي الذي شهده مؤشر S&P 500 مؤخرًا، إلا أنه لا يزال يُسجل تراجعًا بنسبة 8.1% منذ بداية العام، متخلفًا بشكل ملحوظ عن مؤشرات أوروبا والصين.
مقالات ذات صلة: الصين تستمر في ردودها وتمنع شركات طيرانها من شراء طائرات بوينغ الأمريكية