أحد الأسباب التي تجعلنا نحب الشراء من مواقع التسوق الإلكترونية، هو حصولنا على عروض مميزة، تجعلنا نتفادى أن “تضحك” المتاجر علينا بأسعارٍ باهظة. وبما أننا لا نحبّ أن يتمّ خداعنا ولو ببضعة شواكل، علينا أيضًا أن نحذر من عمليات الاحتيال الإلكتروني، التي لا نوليها في العادة الاهتمام اللازم، رغم أنها قد تكلفنا أموالًا كثيرة، تتجاوز كلّ ما وفرناه بالتسوّق عبر المتاجر الرقمية. فما هي طرق الاحتيال الشائعة؟ وكيف يمكننا الحذر منها كي “لا نقع في الشبكة“؟
وجد استطلاع أجراه اتحاد الإنترنت الإسرائيلي أن أكثر من 40% من المواطنين في البلاد وقعوا ضحايا للتصيد phishing والاحتيال عبر الإنترنت خلال العام الماضي، سواء عبر الإيميل أو رسائل SMS، ويخشى أكثر من نصفهم أن يتكرر ذلك مجددًا خلال هذا العام. كذلك، أشار ربع المشاركين بالاستطلاع أنّهم اكتشفوا فيروسات وبرامج خبيثة على هواتفهم وحواسيبهم.
الأرقام مفاجئة صحيح؟ للأسف، إنّها الحقيقة، حيث أصبح الاحتيال سهلًا كـ”شربة ماء” في عصر الذكاء الاصطناعي AI، لكن أكثر تعقيدًا في الكشف، ويؤكد ذلك عدد البلاغات الكبير التي تصل خط الدعم للإنترنت الآمن التابع لاتحاد الإنترنت الإسرائيلي.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، فقد أشار أكثر من ثلث المواطنين أنهم يستصعبون التعرف على مواقع الإنترنت الخطيرة، وأنهم لا يمانعون تحميل برامج من مصدر غير موثوق قد يعرّض حواسيبهم للخطر. بالإضافة إلى ذلك، 30% إلى 50% من المواطنين معرضون لهجمات سيبرانية وسرقة معلومات شخصية حساسة نتيجة لثغرات في متصفحاتهم وعدم تحديث أنظمة التشغيل على أجهزتهم الإلكترونية المختلفة.
إذن، قبل أن نندفع لنملأ سلة التسوق الإلكتروني بملابس الصيف القادم، لنا ولأفراد عائلتنا، علينا أن نتمهل قليلًا، ونأخذ بجدية بالغة هذه النصائح الهامة من اتحاد الإنترنت الإسرائيلي، التي تعلمنا الحذر وتحصين أنفسنا ضد مخاطر الاحتيال الرقميّ التي تنتظرنا على بُعد “نقرة”.
آفة المتاجر الإلكترونية المزيفة
يمتلئ الإنترنت بمتاجر إلكترونية لا هدف لها سوى إيقاعكم في شباكها، وقد تكاثرت هذه المتاجر مؤخرًا كالآفات الضارة. لكن، لحسن الحظ، يمكن التعرف عليها بسهولة، إذا انتبهنا إلى هذه الأمور قبل أن ندخل بيانات بطاقتنا البنكية:
- الأسعار غير منطقية: هل شاهدتم إعلانًا لموقع لم تسمعوا به من قبل، يغريكم بشراء ماركات فاخرة بسعر رخيص جدًا؟ على الأغلب إنهم يستدرجونكم لسرقتكم.
صورة توضيحية: لا تصدّقوا ما لا يُصدّق - الموقع “مش معروف ابن مين”: إذا لم تكن معلومات الاتصال الخاصة بالموقع واضحة أو موجودة، مثل رقم الهاتف أو عنوان المتجر على أرض الواقع، فلا يوجد مكان تتوجهون إليه إذا لم تكونوا راضين عن الشراء.
- تعليقات و”بانرات” غير حقيقية: انتبهوا إذا كانت البانرز “banners” والروابط وقوائم الموقع (السفلية والعلوية) تحوّلكم فعلًا عند الضغط عليها إلى محتوى حقيقي ذي صلة. فالعديد من مواقع الاحتيال تستخدم العديد من هذه الوسائل كي تخلق وهمًا بوجود محتوى غني ومتنوع لديها، لكنها قد تكون غير قابلة للنقر أصلًا، أو تؤدي إلى صفحات لا محتوى فيها. انتبهوا أيضًا إلى التعليقات الوهمية التي تبدو كأنها كُتِبَت بواسطة مستخدمين حقيقيين لمواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة الفيسبوك، رغم أنها مزيفة تمامًا وغير قابلة للنقر عليها.
- التنكّر كمواقع للبراندات الشهيرة: الكثير من مواقع الاحتيال تتنكر كمواقع رسمية لبراندات معروفة. افحصوا ما يلي: هل يحتوي عنوان الموقع على اسم البراند (العلامة التجارية) مع إضافة أو تحريف؟ هل البضائع المعروضة من هذه الماركة محدودة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فالأغلب أنه موقع مزيف، وفكرة جيدة دائمًا أن تبحثوا في غوغل عن اسم العلامة التجارية وسيظهر لكم الموقع الرسمي الحقيقي.
- تصميم “فاشل” ومحتوى رديء: إذا كانت تفاصيل البضائع المعروضة ناقصة أو ركيكة كأنها مترجمة عبر غوغل ترانزليت، أو بدى محتوى الموقع وتصميمه بدائيًا، أو كانت الصور في الموقع عامة أو شاهدتموها كثيرًا من قبل، فتلك إشارات تحذيرٍ واضحة، والأغلب أنكم في موقع لا ينبغي الوثوق فيه.
- المتجر الإلكتروني غير موجود على السوشال ميديا: في هذه الأيام، كلّ المتاجر تسوّق لبضائعها بشكل رئيسي عبر وسائل التواصل الاجتماعي كإنستغرام وفيسبوك، فافحصوا نشاط المتجر هناك. ولا يكفي وجوده كي تطمئنوا، بل اسألوا أنفسكم: هل المنشورات والمتابعين يبدون حقيقيين فعلًا؟ هل الصفحة نشطة أم مجرّد واجهة؟
دليلك كي لا تقع فريسة لحيل القراصنة
مؤخرًا، ازدادت أعداد الرسائل والإيميلات التي تصلنا لتغرينا بفرص كسب مالي سهل، من خلال استثمارات مشبوهة، أو تقديم “امتيازات خاصة” للمتقاعدين تطلب منهم معلوماتهم الشخصية، أو تهاني بالفوز في سحب على جائزة لم نسجل فيها أصلًا، أو هدايا مجانية. وكل ذلك يستخدم للوصول إلى معلوماتنا الحساسة أو اختراق أجهزتنا.
لتجنّب هذه الهجمات وغيرها، من المهم أن نبقى “مصحصحين” ونتذكر أن كل هذه الرسائل وما تحمله من روابط قد تكون فخًا. فكيف نحصّن أنفسنا؟ إليكم بعض النصائح التي تساعدكم على الحفاظ على سلامتكم الرقمية:
استخدموا دائمًا التحقق بخطوتين Two Factor Authentication : حتى لو حصل القراصنة على اسم المستخدم الخاص بكم أو كلمة السر، فإنّ التحقق بخطوتين سيحميكم عبر إرسال كود إلى هاتفكم أو إيميلكم أو تطبيق خاص بذلك. فعلوه في كافة استخداماتكم، مثل الخدمات المالية البنكية وبطاقات الائتمان ووسائل التواصل الاجتماعي.
استخدموا كلمة سر قوية: تاريخ ميلاد ابنكم ليس كلمة سر قوية. استخدموا كلمات قوية ولا تكرروا نفس الكلمة عند إنشاء الحسابات. هناك تطبيقات ومواقع موثوقة تنشئ كلمات مرور قوية، والتي تكون عادة طويلة ومزيجًا من الأحرف الكبيرة، والصغيرة والأرقام والرموز.
حدثوا أنظمة التشغيل بشكل دوري وبأسرع وقت: افحصوا بانتظام وجود تحديثات للحاسوب والهاتف الذكي والبرامج المستخدمة، إذ يرافق التحديثات في الأداء تحديثات في الأمن.
تنزيل التطبيقات يكون فقط من المتاجر الرسمية: نزلوا فقط التطبيقات ذات التصنيف العالي والتي تم تنزيلها مرات عديدة من المتاجر الرسمية كأبل ستور وغوغل بلاي. لا توافقوا تلقائيًا على الأذونات إن لم تكونوا متأكدين من ضرورتها، وإذا لاحظتم شيئًا يثير الريبة في التطبيق، احذفوه فورًا.
احتفظوا ببيانات بطاقة الائتمان لأنفسكم: يُفضل الشراء عبر الإنترنت من خلال وسيط موثوق، مثل Apple Pay أو Google Payحيث لا يتم مشاركة بيانات بطاقتكم مع موقع الشراء.
لا تعطوا معلومات عنكم أكثر من اللازم: إذا طُلب منكم أثناء الشراء معلومات غير ضرورية مثل رقم رخصة القيادة، أو جواز السفر، أو تاريخ إصدار بطاقة الهوية، فذلك جرس إنذار، وعليكم أن تتحققوا مجددًا من هذا الموقع.
الرابط هو الطعم: لا تدخلوا مواقع عبر روابط وصلتكم عبر SMS أو البريد الإلكتروني، مهما كان العرض مغريًا. إذا أردتم الاستفادة من عرض معين، ادخلوا الموقع الرسمي بأنفسكم عبر المتصفح، وليس عبر الرابط المرسل.
هل الموقع إسرائيلي؟ إذن افحصوا الدومين: يمكنكم التحقق من معلومات تسجيله عبر اتحاد الإنترنت الإسرائيلي إذا كان نطاقه يحتوي على il. أو من خلال خدمات مثل Scamadviser. إذا أُنشئ الموقع مؤخرًا، أو إذا كانت هوية صاحبه مخفية أو مريبة، أو لا توجد به وسيلة تواصل، فذلك يعني أنكم تشمون رائحة احتيال!
*مادة تسويقية | اعداد طاقم وصلة Brands بالتعاون مع اتحاد الانترنت الإسرائيلي
