بماذا يهمّنا إيلون ماسك؟
في عالم رؤساء الشركات الذين يرتدون البدلات الأنيقة، يبرز إيلون ماسك كأحد صواريخ شركته SpaceX. إنّه ملياردير التكنولوجيا ذو النفوذ الذي يفوق سلطة رؤساء الدول، الذي يحلم باستعمار المريخ، ويصنع سياراتٍ كهربائية تسرع مثل مركبات فضائية، ويغرّد في حسابه على X -موقعه الذي اشتراه بـ 44 مليار دولار فقط- كأنّه مراهق تناول ريد بول مخلوطًا بوقود صاروخيّ. وسواء أحببناه أم لا، فإنّ خططه الجرئية وشخصيّته الغريبة جعلتاه رمزًا شعبيًّا حديثًا.
التفاصيل:
قصّة ماسك أشبه بقصّة خياليّة من وادي السيليكون. من طفلٍ “عبقريّ” في البرمجة، إلى المؤسّس المشارك في موقع PayPal، ومصنع Tesla للسيارات، وشركة SpaceX لصواريخ الفضاء، ونظام Starlink للإنترنت عبر الأقمار الصناعيّة. لديه خطط لاستعمار المريخ، وصنع جهاز يربط بين الكمبيوتر والدماغ، وقيادة ثورة في النقل والمواصلات. وبينما يسخر منه البعض، يراه البعض الآخر عبقريًّا يتجاوز كلّ الحدود.
الصورة الكبيرة:
بعيدًا عن شخصيّته الغريبة، والأساطير المنسوجة عنه، تعالج مشاريعه قضايا راهنة. تهدف Tesla للحدّ من التغيّر المناخي بواسطة سيّاراتها الكهربائيّة، وتطمح SpaceX إلى توسيع حدود الاكتشافات الفضائيّة والعثور على فرص حياة جديدة للجنس البشري. وتحاول Neuralink صُنع ثورة طبّيّة، وتعمل شركته ذات الاسم الغريب The Boring company على حلّ مشكلة الأزمات المروريّة، وترغب Starlink في تزويد الإنترنت للمناطق المحرومة. وسواءً نجحت شركاته وخططه في ذلك أم لا، لا يمكننا إنكار طموحها وتأثيرها القويّ.
الجانب الآخر من القصّة:
يشير منتقدوه إلى وعوده العديدة التي لم تتحقّق، واستغلاله لعمّال شركاته، والمخاوف البيئيّة المتعلّقة ببعض مشاريعه. ينتقدون كذلك تركيزه الكبير على صورته وسعيه وراء المجد الشخصيّ مهما كانت عواقب ذلك على الآخرين، وينظرون إلى تغريداته على أنّها مثالٌ للتهوّر، ووسيلة لترويج الأفكار النمطيّة الشائعة ونظريّات المؤامرة.
صحيح ولكن:
على الرغم من الجدل حوله، فلا خلاف أنّ إيلون ماسك شخصيّة شغوفة ومتحفّزة. إنّه مثالٌ على رجل الأعمال الذي يجيد الحلم رغم المخاطر، تاركًا لمسته الفريدة على جميع أشكال التكنولوجيا التي نستعملها يوميًّا، بينما ينثر في طريقه العديد من التغريدات والنكات والميمات.