
يواجه مشروع “الخط الأزرق” للقطار الخفيف في القدس، تأخيرًا قد يصل إلى أكثر من عام، بسبب تجميد صفقة كبيرة لتوريد 132 عربة قطار من شركة CRRC المملوكة للحكومة الصينية. الصفقة، البالغة قيمتها نحو 383 مليون دولار (أكثر من 1.4 مليار شيكل)، أُوقفت في هذه المرحلة بناءً على تعليمات من “جهات عليا”، وذلك لتجنب إغضاب الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترمب.
وبحسب موقع كالكاليست الذي أورد تفاصيل القضية، تلقت شركتا “دان” و”دانيا سيبوس”، الفائزتان بعقد تنفيذ وتشغيل الخط الأزرق، إشعارًا من وزارة المالية بوقف الإجراءات مع الجانب الصيني، رغم عدم صدور قرار رسمي بإلغاء الصفقة. ووفقًا للاتفاقية التي وُقّعت نهاية عام 2024، فإن موافقة الدولة تُعد شرطًا أساسيًا لدخول العقد حيز التنفيذ، ومن دون هذه الموافقة، يُعد الاتفاق لاغيًا دون أي تعويض مستحق للطرف الصيني.
شركة CRRC الصينية حاولت إنقاذ الصفقة بعرض بديل يتمثل في توريد العربات من مصنعها في ولاية ماساتشوستس الأميركية، الأمر الذي قد يحظى بموافقة الجهات الإسرائيلية، لكنه سيكون أكثر تكلفة. بموجب الاتفاق الأصلي، بلغ سعر كل عربة 2.9 مليون دولار، وهو أقل بمليون دولار من السعر المعروض من شركة هيونداي الكورية، وبالتالي فإنّ العرض الصيني الجديد قد يزيد التكلفة ويقلل من الجدوى المالية.
بحسب مصادر مطلعة، فإن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي وجهاز الشاباك لم يمنحا حتى الآن الموافقة الأمنية اللازمة، رغم عدم وجود حظر رسمي. وأُرجع ذلك إلى الحرص على عدم “إغضاب الأميركيين”، خصوصًا وأن شركة CRRC مدرجة على القائمة السوداء لوزارة الدفاع الأميركية بسبب مزاعم بمخالفة العقوبات المفروضة على إيران، رغم أن هذا التصنيف لا يحظر شراء المعدات منها، بل فقط شراء أسهمها.
الأمريكيون أعربوا في السابق عن تحفظاتهم تجاه الصفقة، وأجروا مؤخرًا اتصالات مع مسؤولين في وزارة المالية لمطالبة بمزيد من الشفافية، بالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة ولقائه مع ترامب. وتفيد معلومات بأن جهة منافسة تواصلت مع مسؤول بارز في الحزب الجمهوري وأثارت المسألة بهدف دفع الإدارة إلى الاعتراض، وهو ما حدث بالفعل.
في حال فشل “دان” و”دانيا سيبوس” في إيجاد مورد بديل بتكلفة معقولة، ستلجأ وزارة المالية إلى إجراء مناقصة جديدة لاختيار مزوّد آخر، وقد يؤدي فشل هذا المسار إلى إلغاء الفوز في المناقصة برمّته وإعادة طرح المشروع من جديد، ما يعني تأخيرًا طويلًا وتكاليف إضافية بمئات الملايين.
إحدى الشركات المرشحة هي PESA البولندية، والتي سبق أن كانت على وشك توقيع الاتفاق قبل انسحابها بسبب تراجع التصنيف الائتماني لإسرائيل.
مشروع الخط الأزرق يُعد أكبر مشاريع القطار الخفيف في مدينة القدس. يمتد بطول 31 كيلومترًا، ويضم 53 محطة، منها ثلاث محطات تحت الأرض بطول 2 كيلومتر في قلب المدينة. يُخطط لأن يربط بين جيلو وتلبيوت جنوبًا، ورمات أشكول ورموت شمالًا، عبر شبكة واسعة تشمل 56 محطة طاقة و68 مفترق طرق، و3 مراكز صيانة وخدمة، ويُتوقع أن يخدم مئات الآلاف من الركاب يوميًا. فترة الامتياز تمتد لـ25 عامًا، وتشمل 7 سنوات للبناء، و20.5 سنة للتشغيل والصيانة.
مقالات ذات صلة: القطار الخفيف بين حيفا والناصرة سيصل متأخرًا سنة عن موعده!