في الوقت الذي تسببت فيه إنفيديا بعاصفة في أسواق التكنولوجيا العالمية إثر قرار الإدارة الأميركية حظر تصدير شرائح H20 إلى الصين، بدت الأجواء في إسرائيل أكثر هدوءًا، خاصة في أوساط شركات الهايتك والمستثمرين المحليين. فرغم الذعر الذي ساد في وول ستريت وأوروبا، لم يُسجّل حتى الآن أي تأثير مباشر على معظم الشركات الإسرائيلية الناشئة.

بحسب موقع كالكاليست الاقتصادي، فإنّ التقديرات تشير إلى أن معظم شركات الهايتك في البلاد لا تشتري شرائح إنفيديا بشكل مباشر، وبالتالي لن تتأثر فورًا بقيود التصدير الجديدة. ونتيجة لذلك، يطغى على القطاع المحلي طابع من الترقب الحذر، خاصة وأن معظم العقود التجارية الحالية ما زالت قائمة ولن تتأثر إلا إذا تم تجديدها في الشهور القادمة.
ومع ذلك، تبدي بعض الشركات الناشئة المتقدمة في مراحل التوسع قلقًا من أن تؤثر اضطرابات سلسلة التوريد أو القيود التنظيمية المتزايدة على نشاطها، خاصة تلك التي تعتمد على بيئة التشغيل الأميركية. وتشير مصادر في القطاع إلى أن هذه الشركات بدأت بالفعل في توسيع أنشطتها خارج السوق الأميركي، وخصوصًا نحو أوروبا، تحسبًا لأي تطورات إضافية.
من العوامل التي تطمئن شركات الهايتك الإسرائيلية، أن الغالبية الساحقة منها لديها اتفاقيات توريد طويلة الأمد، ما يحميها حاليًا من تداعيات الحظر الأميركي على إنفيديا. ومع ذلك، بالنسبة للشركات التي تنوي تجديد عقودها قريبًا، قد تواجه بعض التأخير حتى تتضح معالم الوضع الدولي وتنتهي حالة الضبابية الراهنة في الأسواق.
وفيما يتعلق بالشركات التي تعمل في تطوير الشرائح أو تلك المتخصصة في البرمجيات المتكاملة مع الأجهزة الصلبة Hardware، فإنها قد تكون الأكثر عرضة للتأثر في المرحلة المقبلة. فهذه الشركات تعتمد على تكامل وثيق مع سلسلة التوريد العالمية، ما يجعلها حساسة لأي تغييرات جذرية أو اضطرابات تنظيمية مفاجئة.
وبحسب كالكاليست، فعلى الرغم من المخاوف، فإن الأجواء العامة في البلاد لا تشير إلى حدوث موجة من تسريحات الموظفين أو إغلاق الشركات في القطاع التكنولوجي، ويتوقع أن تكون التأثيرات بعيدة المدى وتظهر تدريجيًا ما يمنح قطاع الهايتك في البلاد وقتًا للاستعداد والتكيف مع التحديات الجديدة التي تفرضها الحرب التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.
مقالات ذات صلة: بسبب حظر تصدير شرائح H20 إلى الصين: Nvidia وASML تفقدان 155 مليار دولار من قيمتهما في دقائق