لا تسوُّق كمليونير في عصر الرسوم الجمركية: SHEIN وTemu ترفعان الأسعار بدءًا من 25 أبريل

يقول البائعون في هذه المنصات إنهم لم يشهدوا من قبل مثل هذا السلوك الشرائي من الأميركيين. "الناس يشترون 15 قطعة من المنتج نفسه دفعة واحدة"، وذلك قبل دخول سريان رفع الأسعار قريبًا.
أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

لم يعد الحديث عن الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين محصورًا في أروقة السياسة أو مراكز التحليل الاقتصادي، بل باتت تأثيراته ملموسة في أبسط تفاصيل الحياة اليومية للمستهلك الأميركي. ففي خطوة تعكس تحوّلاً دراماتيكياً في السوق الإلكترونية، أعلنت منصتا التجارة الصينية العملاقتان “شي إن” و”تيمو” عن بدء رفع أسعارهما في الولايات المتحدة اعتبارًا من 25 أبريل، استجابةً مباشرةً للرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب على الواردات من الصين، والتي وصلت إلى 145%.

المنصتان اللتان اشتهرتا بأسعارهما الزهيدة وسرعة انتشارهما في السوق الأميركية، أصبحتا فجأة في قلب العاصفة. الشركتان أوضحتا في بيانين منفصلين أن ارتفاع تكاليف التشغيل بسبب “تغيرات في قواعد التجارة العالمية” و”زيادات جمركية ثقيلة” دفعهما إلى تعديل الأسعار، داعيتين المستخدمين الأميركيين إلى الإسراع في الشراء قبل بدء موجة الغلاء.

temu
تطبيقا تيمو وشي إن من بلاي ستور

مبيعات قياسية قبل الصدمة

شهد شهرا مارس وأبريل قفزة هائلة في حجم المبيعات لدى الشركتين. وفقًا لبيانات “بلومبيرغ”، سجّلت “تيمو”، المملوكة لمجموعة PDD الصينية، نموًا بنسبة 46% في مارس، وتسارع إلى 60% خلال أول 11 يومًا من أبريل. أما “شي إن”، المتخصصة في الأزياء، فقد حققت زيادة بنسبة 29% في مارس و38% في أبريل، بعد تباطؤ لافت في فبراير، الذي اعتُبر أسوأ شهر نمو للشركتين في عام كامل.

ويقول البائعون في هذه المنصات إنهم لم يشهدوا من قبل مثل هذا السلوك الشرائي من الأميركيين. “الناس يشترون 15 قطعة من المنتج نفسه دفعة واحدة”، يقول سون يانغ، تاجر أدوات تجميل في “تيمو”، مضيفًا أنه يخطط لرفع الأسعار بنسبة تتراوح بين 20% و30% قريبًا بسبب الزيادة الحادة في تكاليف الشحن والجمركة.

ترمب يغيّر قواعد اللعبة

خلف هذه الاضطرابات، تقف سياسات ترمب التجارية الجديدة، التي وضعت حدًا للإعفاءات الجمركية المعروفة التي كانت تعفي من الرسوم المنتجات التي تقل قيمتها عن 800 دولار. في عام 2023، استفاد من هذا الإعفاء نحو 1.4 مليار طرد دخلوا إلى الولايات المتحدة، مقابل 140 مليون فقط في 2013، ما يعكس مدى الاعتماد عليه في ازدهار التجارة الإلكترونية الصينية.

الرسوم الجديدة – التي رفعت الجمارك على بعض المنتجات إلى 245% نتيجة تراكم ضرائب متتالية – دفعت الشركات الصينية إلى إعادة تقييم استراتيجياتها. يقول فرانك دانغ، مدير مبيعات شركة إلكترونيات في شنغهاي، إن شركته بدأت بالفعل البحث عن مواقع إنتاج بديلة في فيتنام، مؤكدًا أن “لديهم ثلاثة أشهر فقط لاتخاذ قرار حاسم قبل أن يصبح الاستمرار في الإنتاج الصيني غير مجدٍ”.

shopping

تداعيات فورية في السوق الأميركية

ورغم أن القرار الأميركي يهدف ظاهريًا إلى تقليص العجز التجاري مع الصين وإعادة الوظائف إلى الداخل، فإن أثره المباشر يطال جيب المستهلك الأميركي. المشتريات من المواقع الصينية التي كانت تُعد خيارًا رخيصًا بدأت تفقد ميزتها السعرية، فيما تسعى شركات أميركية مثل “أمازون” إلى التكيّف مع التحولات، بعد أن أطلقت منصة “هول” الخاصة بها لعرض المنتجات الرخيصة.

لا تزال منصات صينية أخرى مثل “DH Gate” و”تاوباو” تحافظ على مواقع متقدمة في ترتيب التطبيقات الأكثر تحميلًا في السوق الأميركية، وسط انخفاض لافت في شعبية “تيمو” و”شي إن”، حيث تراجع ترتيب الأول إلى المركز 75 في متجر آبل، والثاني إلى المرتبة 58.

تراجع الإعلانات… وبداية الارتباك

في مؤشر إضافي على التحوّلات، كشف تقرير لمنصة “سينسور تاور” أن الإنفاق الإعلاني اليومي لـ”تيمو” على فيسبوك ويوتيوب وإنستغرام انخفض بنسبة 31% في النصف الأول من أبريل مقارنة بالشهر السابق، فيما خفّضت “شي إن” إنفاقها بنسبة 19%، وأوقفت “تيمو” جميع إعلاناتها على “غوغل شوبينغ” في الولايات المتحدة منذ 9 أبريل.

رسائل طمأنة عديدة وجهتها الشركتان لزبائنهما، إلا أن امتناعهما عن الرد على وسائل الإعلام يعكس مدى حساسية المرحلة، ويشير إلى أن الأيام القادمة قد تحمل تغيرًا جذريًا في خارطة التجارة الإلكترونية العالمية، مع بدء مرحلة جديدة من المواجهة التجارية التي سيكون المستهلك الأميركي أول من يدفع ثمنها.

مقالات ذات صلة: بسبب تصاعد الحرب التجارية: الصين قلقة من هروب SHEIN

مقالات مختارة