تسبّب النجاح الواسع الذي حققته “شوكولاتة دبي” في اضطراب كبير في أسواق الفستق العالمية، مع تسجيل قفزة كبيرة في الطلب، أدت إلى نقص حاد في الإمدادات، وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة. الأزمة تضيف عبئاً جديداً على قطاع صناعة الشوكولاتة، الذي يعاني أصلاً من أزمة كبرى في إمدادات الكاكاو منذ سنوات.
المنتج الإماراتي الذي أطلقته شركة “فيكس” عام 2021، لم يكن في بدايته سوى تجربة محدودة، لكنه حقق شهرة مدوّية بعد انتشار فيديو على منصة تيك توك في ديسمبر 2023، وصل إلى أكثر من 120 مليون مشاهدة. هذه الشعبية الهائلة قادت إلى ارتفاع مفاجئ في المبيعات، ودفعت بالكثير من العلامات التجارية إلى تقليده.
نتيجة لذلك، ارتفعت صادرات إيران، التي تعد ثاني أكبر منتج للفستق عالمياً، إلى الإمارات بنسبة 40% خلال الأشهر الستة المنتهية في مارس 2025، مقارنةً بالكميات المصدرة خلال الاثني عشر شهراً السابقة.
ورغم وفرة المعروض في عام 2023، انعكس ضعف محصول الولايات المتحدة، المنتج الرئيسي للفستق، على التوازن العالمي. فقد جاءت الكميات أقل من المتوقع، لا سيما من الفستق المقشر رخيص التكلفة، المستخدم بشكل أساسي في صناعة الشوكولاتة، وهو ما فاقم الضغوط على السوق.
الولايات المتحدة، وتحديدًا ولاية كاليفورنيا، شهدت في السنوات الأخيرة تحولًا لدى عدد من المزارعين من زراعة اللوز إلى زراعة الفستق بسبب انخفاض أسعار اللوز، لكن الأشجار الجديدة لن تثمر قبل الموسم المقبل في سبتمبر.
على مستوى الأسعار، قفز سعر الفستق المقشر من 7.65 دولار للرطل في العام الماضي إلى نحو 10.30 دولار حالياً، أي بنسبة زيادة تتجاوز 34%. ويقول جيلز هاكينغ من شركة “CG Hacking” لتجارة المكسرات، إن “سوق الفستق العالمية تمر بحالة شح غير مسبوقة”.
وتتزامن هذه الأزمة مع استمرار نقص الكاكاو، الذي دخل عامه الرابع. وفقًا للمنظمة الدولية للكاكاو، بلغ العجز في موسم 2023-2024 نحو 478 ألف طن متري، وهو الأكبر منذ ثمانينيات القرن الماضي، ونتج عنه ارتفاع أسعار الكاكاو إلى نحو 13 ألف دولار للطن، أي ثلاثة أضعاف السعر المعتاد. وقد واجهت شركات الشوكولاتة الكبرى مثل “نستله”، و”ليندت”، و”هيرشي” هذه الأزمة، ونجحت إلى حد ما في تجاوزها نظرًا لضخامتها، في حين اضطرت الشركات الصغيرة لاتخاذ قرارات صعبة بشأن رفع الأسعار.
مقالات ذات صلة: SHEIN وTemu ترفعان الأسعار بدءًا من 25 أبريل
