التقليص الأكبر في تاريخها: إنتل تسرّح 22 ألف موظف… وهذا مصير موظفيها في البلاد

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
شركة انتل للهايتك
شركة انتل للهايتك
شعار إنتل، المصدر : ويكيمديا

أفادت وكالة “بلومبيرغ” أن شركة إنتل تستعد لتسريح نحو 22 ألف موظف، ما يعادل 20% من إجمالي قوتها العاملة حول العالم، وذلك في ثاني جولة تقليص وظائف خلال أقل من عام. يُتوقع أن تعلن الشركة عن هذه الخطوة بالتزامن مع صدور تقريرها المالي الفصلي، وربما في اليوم التالي. وتهدف هذه الخطوة إلى تقليص البيروقراطية داخل الشركة وتعزيز ثقافة تكنولوجية تركز على الهندسة، في إطار خطة لإعادة هيكلة قيادة الشركة وتنشيط روح الابتكار.

هذه الخطوة تمثّل أول تحرك جذري للرئيس التنفيذي الجديد ليب بو تان، الذي تولى منصبه في مارس الماضي خلفًا لبات غلسينغر. وتأتي في ظل استمرار الأزمة التي تمر بها إنتل منذ سنوات، نتيجة تأخرها عن ركب الثورة التكنولوجية في مجالي الأجهزة المحمولة والذكاء الاصطناعي.

في أغسطس 2024، كانت إنتل قد سرّحت نحو 15 ألف موظف، أي 15% من قواها البشرية، ضمن خطة إصلاح مالي واسعة شملت أيضًا إلغاء مزايا للموظفين، مثل دعم خطوط الهاتف المحمول، وقف برنامج تأجير السيارات، وإزالة ماكينات القهوة من المكاتب. رغم ذلك، لم تُفلح هذه الخطوات في استقرار أوضاع الشركة.

منذ تعيين تان في منصبه، بدأ بالفعل تنفيذ بعض التحركات الاستراتيجية، من بينها بيع 51% من حصة أسهم شركة ألتيرا المتخصصة في أشباه الموصلات لصندوق الاستثمار سيلفر ليك، في صفقة قُدّرت بـ8.75 مليار دولار، أي بنصف قيمة شرائها الأصلية في 2015. كما نفذ تبسيطًا في هيكل الإدارة العليا.

الآن، تستعد إنتل لأكبر جولة تسريح في تاريخها. وفي الوقت الذي لم يتم فيه بعد الإعلان عن الأقسام التي ستمسّها التخفيضات، ترجح المصادر أن تتركز في مجالات الموارد البشرية، التسويق، والإدارة، بينما يُفترض أن ينجو مهندسو البحث والتطوير من التقليصات. وقد صرحها رئيسها التنفيذي سابقًا أن على الشركة إعادة بناء مواهبها الهندسية المفقودة.

مصير نشاطها في إسرائيل

بشأن التأثير على فروع الشركة في إسرائيل، حيث يعمل ما بين 10 و11 ألف موظف، يقدّر الخبراء أن نسبة التسريح ستكون مماثلة للنسبة العالمية، أي قرابة 2,000 موظف. مع ذلك، يرى محللون أن معظم الموظفين المسرحين سيتمكنون من الاندماج مجددًا في سوق العمل، خاصة في شركات مثل إنفيديا، أبل، التي تبحث باستمرار عن مهندسين وخبرات في مجال الرقائق.

أما مستقبل شركة موبيل آي الإسرائيلية، التي استحوذت عليها إنتل عام 2017 مقابل 15 مليار دولار وأعادت إدراجها في بورصة وول ستريت عام 2022، فلا يزال يكتنفه الغموض. يتم تداول سهم موبيل آي حاليًا بقيمة أقل من قيمته الأصلية وقت الاكتتاب وقبلها في صفقة الاستحواذ. وتوقّع محللون أن إنتل كانت لتبيع موبيل آي منذ فترة طويلة لولا ظروف السوق الصعبة. ويقدّر البعض أن البيع قد يتم في نهاية عام 2026، بعد أن تُطلق موبيل آي سلسلة من منتجاتها المتطورة، مما قد يُعيد رفع قيمة سهمها ويسهّل عملية البيع.

في الوقت الراهن، لا تضغط إنتل لبيع موبيل آي بشكل فوري، إذ لا توجد ضرورة محاسبية لإتمام الصفقة حاليًا، لكن مراقبي السوق يعتقدون أن مستقبل الشركة في حيازة إنتل مرهون بتغير المعطيات الاقتصادية وعودة الربحية لقسم القيادة الذاتية.

القرار الضخم بتقليص 20% من القوة العاملة قد يشكل مفترق طرق حاسم لإنتل، خاصة مع اشتداد المنافسة في صناعة أشباه الموصلات، والتحديات المتزايدة من شركات مثل TSMC وإنفيديا. وفي حين تراهن الإدارة الجديدة على استعادة البوصلة الهندسية والمالية، يبقى السؤال: هل ستثمر إجراءات الإدارة الجديدة لإعادة إنتل إلى مركز الريادة؟

مقالات ذات صلة: سوق العمل يواجه نقصًا تاريخيًا في العاملين: وهذه الوظائف تعاني أكثر من غيرها

مقالات مختارة