إن الخطاب حول الجنس والحياة الجنسية هو خطاب معقد لعدد لا بأس به من الآباء والمدرّسين وغيرهم من البالغين الذين يؤدّون أدورًا هامّة في حياة المراهقين، ولكنه هام جدًا إذا أردنا مساعدة المراهقين والشباب على اجتياز مرحلة البلوغ المربكة بطريقة مثالية وآمنة.
فلماذا من المهم حقًا إجراء هذه المحادثة؟
الصمت يساوي العار – فالخجل من الجنس والحياة الجنسية غالبًا ما يؤدي إلى مشاعر الكراهية الذاتية والعزلة والإذلال.الخجل لديه القدرة على أن يكون مدمرًا وقد يؤدّي إلى إيذاء النفس.
إذا لم نتحدّث عن الأمر فلن يختفي – قد تظن أنّ عدم الحديث عن الجنس سيؤدّي إلى تلاشي اهتمام المراهقين به. وهذا ليس صحيحًا، إذ إن حياة المراهقين محاطة بالمواد الإباحية، التي عادة ما يُشبع المراهقون فضولهم الجنسيّ بالغوص فيها، ما يؤدّي إلى أن تتكوّن لديهم تصوّرات مشوّهة عن الموضوع. على الأرجح، فإنّ ابنك المراهق قد سمع من أحد أصدقائه عن نجمة الأفلام الإباحيّة ميا خليفة، حتّى قبل أن تسمع بها أنت.
صورة الجسد عند الأولاد – يميل الأولاد المراهقون إلى تطوير مخاوف بشأن الحالة الطبيعية للأعضاء التناسلية، وبالتالي غالبًا ما يلجأون إلى المقارنات بين الأصدقاء، وبطبيعة الحال، إلى المواد الإباحية. في غياب الخطاب حول الحالة الطبيعيّة لجسد المراهق، سيجد نفسه مقيدًا بأفكار مزعجة غالبًا ما تؤثر على قدرته على التركيز وضبط النفس في المدرسة والمنزل.
الميول الجنسية – يمكن للمناقشة المبكرة أن تنقذ المراهقين سنوات عديدة من الصعوبات العاطفية التي قد تظهر في إيذاء النفس واستخدام المواد المسببة للإدمان واضطرابات الأكل. إن الخطاب المفتوح حول خيار الجنس والتوجه الجنسي سيسمح بالتطبيع والراحة الكبيرة للمراهقين الذين يعانون من مسألة الهوية. على الرغم من أن هذا لن يحل المشاكل في الوقت الحالي، إلا أنه سيجعل من الممكن إدارتها دون الشعور بالذنب الشديد.
هذه مجرد بضعة أسباب رئيسية لأهمية الخطاب حول الجنس والجنس، ولكن كيف تدير الخطاب؟ فيما يلي بعض النصائح المهمة:
استخدم كلمات صريحة: عندما نحاول تجنب تسمية الأشياء بأسمائها الحقيقية، كالجنس، أو العادة السرية، وما إلى ذلك، فإننا مرة أخرى نخلق العار حول هذه القضية ونقلل من فرصة التعاون من جانب المراهقين.
قبل المحادثة قم بالتحدث مع نفسك: من المهم أن تصارح نفسك أولًا من أجل فهم مواقفك فيما يتعلّق بالجنس والحياة الجنسية. ومن الجيّد أن تحدّد المواضيع الجنسيّة التي يسبّب نقاشها مع أبنائك خجلًا لديك، فتحاول معالجتها مع المختصّين، أو عدم تضمينها في المحادثة مع أبنائك. وإن تطرّق النقاش إليها، وضّح بصراحةٍ أنّك لم تحدّد موقفك النهائيّ منها بعد.
يمكنك استخدام الأمثال المألوفة وإجراء محادثة حول المثل. على سبيل المثال “الأولاد يستمتعون بالجنس أكثر من البنات”. اسألهم عن رأيهم بالمقولة، وعن المشاعر التي تثيرها فيهم. شاركهم رأيك أيضًا، وهكذا تستطيعون خلق حوارٍ بينكم.
والأهم من ذلك: إذا لم تكن متأكدًا، فاستشر المتخصصين واحصل على التوجيه. إذا كان المراهقون يختبرونك بطريقة زائفة، ففي أفضل الأحوال لن ينفتحوا، وفي أسوأ الأحوال لن يؤدي إلا إلى تعميق الإخفاء وإضافة المزيد من العار وجلد الذات في هذه المنطقة المعقدة عاطفياً.
