يحاول الدوري السعودي أن يصبح واحدًا من أفضل الدوريات، فهل سينجح؟
لماذا يهمّنا الأمر: كرة القدم جزءٌ أساسيّ من حياة مئات الملايين، يشمل تأثيرها جوانب اقتصادية واجتماعية وحتّى سياسية. ولأنّ السعودية لا ينقصها المال أو النفوذ لإحداث تأثيرات جوهرية (مثلًا، غيّرت وجه الغولف للأبد)، فقد لا تسلم الكرة التي تتقاذفها الأقدام حول العالم من “يد” المملكة.
فلاش باك: نهاية 2022، انتقل رونالدو لنادي النصر براتب 200 مليون دولار سنويًّا، فاتحًا أبواب الدوري السعوديّ الذهبيّة للعديد من النجوم، كنيمار ومحرز وبنزيما، الذين وقّعوا عقودًا فلكية معفاة من الضرائب (كان بنزيما يدفع 47% من معاشه بإسبانيا للضريبة، فلا يبقى للمسكين سوى أقلّ من 15 مليون يورو سنويًّا لتسليك أموره).
مؤخّرًا: غادر جوردان هندرسون (القائد السابق لليفربول) الدوري السعوديّ إلى أياكس. وبات النجم البرتغاليّ الشاب جوتا على “شوطة كرةٍ” من ترك نادي الاتحاد للالتحاق بويستهام الإنكليزيّ. وكثرت الشائعات عن رغبة نجومٍ، كبنزيما وفيرمينو، بالرحيل.
فما الأسباب التي قد تؤدّي لذلك، مُطفئةً كشّافات الملاعب السعوديّة قبل الأوان؟
غياب التنافس: استحوذ صندوق الاستثمار السعودي على 4 أندية (الاتحاد، الهلال، النصر، الأهلي). تلقّت دعمًا ماليًا ضخمًا، فخُلِقت فجوة كبيرة مع باقي أندية الدوري.
تدنّي الشغف: معظم النجوم الذين حطّوا رحالهم بالسعوديّة وصلوا “الوقت الضائع” من مسيرتهم الكرويّة. لعبوا في أفضل الدوريات وحصلوا على أعرق البطولات. وليس الدوري السعوديّ بالنسبة إليهم سوى صندوق تقاعد ضخم، لتأمين حياتهم مع عائلاتهم بعد الاعتزال.
ضعف الاهتمام الشعبيّ: في معظم المباريات تكون المدرّجات شبه خالية. بلغ عدد الحضور في مباراةٍ هذا الموسم 144 متفرّجًا فقط. قارنوا هذا مع 74 ألف يحضرون بانتظام مباريات مانشستر يونايتد، فريق رونالدو السابق.
أين مَجدي: منذ صغرهم، يحلم اللاعبون بالفوز بالكرة الذهبيّة أو بالألقاب العالميّة أو بتمثيل بلدانهم بكأس العالم. قد يؤمّن لاعبٌ شاب بالسعوديّة مستقبله المالي، لكنّ “أهدافه” الكرويّة معرّضةٌ “للتسلّل”، كونه يلعب في دوري ضعيف مقارنةً بالدوريات الأوروبيّة.
الاختلافات مع بلدانهم: لا يُصدم اللاعبون فقط بالطقس الحارّ جدًّا مقارنةً بأوروبا، بل يتعدّى ذلك إلى اختلاف الأجواء الثقافيّة، التي لم يعتادوها هم وعائلاتهم. جعل نمط الحياة في السعوديّة زوجة ميسي تفضّل ميامي على الرياض.
شبح الصين: حاولت الصين (التي لا ينقصها أيضًا مالٌ أو نفوذ) قبل بضع سنوات صُنع تجربة مماثلة، لكنّها فشلت، وعضّ اللاعبون المنتقلون إليها أصابع أقدامهم ندمًا.
غسيل رياضي: سِجِل السعوديّة في حقوق الإنسان، واستخدامها للرياضة والترفيه لإشغال الشباب (الفئة الأكبر من الشعب) عن المطالبة بالتغيير السياسيّ، يزيد من الضغوطات الأخلاقيّة على اللاعبين.
