تأسست جمعية “كاف مشفيه” في حيفا سنة 2007، بمبادرة المرحوم دوف لاوتمان وبروفيسور عيريت كينان. ومؤخرًا تم تعيين القاضي المتقاعد الياكيم روبنشطاين والبروفيسور محمد وتد رئيسيين لمجلس إدارة الجمعية، وذلك بعد انتهاء ولاية القاضي (المتقاعد) سليم جبران والتي امتدت لست سنوات تقريباً. “هدف الجمعية بناء جيل المستقبل لرجال وسيدات الأعمال والهايتك في المجتمع العربي ودمجه في سوق العمل الإسرائيلي، فالأكاديميون العرب يستحقون أفضل الفرص في سوق العمل، وهذا ما نسعى لتحقيقه “، يقول سامي أسعد، مدير عام الجمعية، ويضيف “تعمل الجمعية منذ تأسيسها على دمج الأكاديميين العرب في سوق العمل الإسرائيلي، وتدير عدداً من البرامج لتعزيز وتمكين الأكاديميين العرب منذ المراحل الأخيرة في التعليم الأكاديمي وحتى انخراطهم في وظائف عليا في الشركات والمؤسسات الرائدة في مختلف القطاعات الاقتصادية المركزية”.
“هدف الجمعية بناء جيل المستقبل لرجال وسيدات الأعمال والهايتك في المجتمع العربي ودمجه في سوق العمل الإسرائيلي، فالأكاديميون العرب يستحقون أفضل الفرص في سوق العمل، وهذا ما نسعى لتحقيقه “
تُدير الجمعية ثلاثة برامج أساسية مُخصصة للموظفين العرب المنخرطين في سوق العمل بمختلف المستويات: برنامج تطوير المدراء – Lead Forward، هو برنامج لمرافقة الأكاديميين العرب في مستويات الإدارة الأولية. وفي إطار هذا البرنامج يتم تأهيل المُشاركين ومنحهم الأدوات والخبرات الضرورية للتفوق في مجالات عملهم. أما برنامج “المدى” والذي تديره كاف مشفيه بالتعاون مع صندوق ادموند دي روتشليد، فيُركز على تطوير جيل من القيادات الشابة والمتميزة من الأكاديميين أبناء المجتمع العربي الذين يعملون في مناصب إدارية ويطمحون للوصول إلى مناصب أعلى. Road Map هو البرنامج الثالث للجمعية وهو بالتعاون مع سلطة الابتكار وبرنامج “لاهف” لتطوير المدراء في جامعة تل-أبيب.
“رأينا أن هناك ارتفاع ملحوظ في الموظفين العرب في سوق العمل وفي شركات الهايتك وأدركنا أنهم يواجهون في مرحلة معينة صعوبات في التقدم بمسارهم المهني. هذا البرنامج يُساعد في تطوير المسار المهني، الكاريرا، وفي تطوير المهارات والقدرات الضرورية للترقي لمناصب إدارية عليا”
عن هذا البرنامج تقول مرام جبران – مرعب، نائبة المدير العام: ” Road Map برنامج جديد أطلقناه في السنة الأخيرة، فقد رأينا أن هناك ارتفاع ملحوظ في الموظفين العرب في سوق العمل وفي شركات الهايتك وأدركنا أنهم يواجهون في مرحلة معينة صعوبات في التقدم بمسارهم المهني. هذا البرنامج يُساعد في تطوير المسار المهني، الكاريرا، وفي تطوير المهارات والقدرات الضرورية للترقي لمناصب إدارية عليا. ولتحقيق ذلك نرافقهم لمدة سنة كاملة ونلاءم لهم خطة عمل مُفصّلة وشخصية لتحقيق الأهداف التي يطمحون اليها. بالإضافة إلى ذلك، نهتم أيضا بإشراك المُشغّل بهذه السيرورة لكي يكون شريكا في المسار منذ البداية.”
تعزيز الهوية الشخصية والمهنية
شهد صفا مقالدة، مديرة برامج الطلاب الجامعيين في الجمعية تقول: “يعمل البرنامج بالتعاون مع صندوق ادموند دي روتشيلد وبنك هبوعليم”، وتضيف “نحن نعمل مع الطلاب الجامعيين في إطار برنامج مرافقة شاملة خلال سنتهم التعليمية الأخيرة. ونسعى من خلال هذه المرافقة إلى تمكين هويتهم الشخصية والمهنية على مختلف الأصعدة. ما يُميز هذا البرنامج هو النسبة العالية للنساء، اللواتي يُشكلن أكثر من 65% من مجموع المشاركين ويطمحن للانخراط في مسار مهني واعد ومؤثر في قطاع الأعمال الإسرائيلي.”
“نحن نعمل مع الطلاب الجامعيين في إطار برنامج مرافقة شاملة خلال سنتهم التعليمية الأخيرة. ونسعى من خلال هذه المرافقة إلى تمكين هويتهم الشخصية والمهنية على مختلف الأصعدة. ما يُميز هذا البرنامج هو النسبة العالية للنساء، اللواتي يُشكلن أكثر من 65% من مجموع المشاركين”
علاقة الطلاب الذين شاركوا وأنهوا البرنامج في كاف مشفيه لا تنقطع مع الجمعية فهم يصبحون قدوة للأجيال الشابة في المجتمع العربي. “عادة يشارك خريجو برامجنا في لقاءات وزيارات للمدارس الثانوية للحديث عن تجربتهم وعن قصص نجاحهم في التعليم الأكاديمي ونحن نساعدهم على تطوير شخصيتهم الذاتية والمهنية، من خلال زيارة الشركات والمؤسسات الكبرى في السوق والتعرف على مدراء أقسام الموارد البشرية في هذه الشركات بالإضافة إلى الالتقاء مع موظفين عرب يعملون في مناصب رفيعة للتعرف على مسيرتهم وعلى الطريق التي سلكوها للوصول إلى أعلى المناصب الإدارية والتنفيذية. نحن نتحدث عن أكثر من 350 طالب جامعي في السنة”.
هذا العدد غير القليل من المُشاركين يحمل معه الكثير من قصص النجاح. فمثلا، شاركت مجموعة من طلاب الحقوق في لقاءات مع مكاتب محاماة كبرى في البلاد، ونتيجة هذه اللقاءات حصل الطلاب على إرشاد (منتورينج) من قبل محامين كبار. وفي السنة الماضية قُبِل طالبان من المجموعة للتدرّب في محكمة العدل العليا، وآخرون قُبلوا للتدرب في أكبر مكاتب محاماة في البلاد، بالإضافة قبول أحد الطلاب للتدرب في القطاع العام.
“من بين قصص النجاح المميزة للاندماج في سوق العمل، أذكر على وجه الخصوص قصة الشابة دانا جمعة”، تتذكر شهد مبتسمةً، “تحمل دانا شهادة في هندسة الصناعة والإدارة، وشاركت السنة الماضية بجولة في شركة بيوسنس ويبستر، وبعد هذه الزيارة تلقت عرضًا للعمل في الشركة وقبلته. وهذا دليل على أهمية الزيارات والعلاقات التي يبينها الطلاب مع المُشغلين على أنواعهم في إطار البرنامج. هذه الجولات تقلل من مشاعر الرهبة والقلق عند الخريجين والخريجات وتعزز ثقتهم بنفسهم وتشجعهم على الترشح لوظائف في أفضل الشركات والانخراط للعمل فيها.”
شبكة الخريجين
حنين عزام، مديرة شبكة الخريجين في الجمعية: “شبكة الخريجون في كاف مشفيه هي إطار يضم كل خريجات وخريجو برنامج المدراء في الجمعية. وتهدف هذه الشبكة إلى تحقيق ثلاثة أهداف مركزية:
- تطوير المسيرة المهنية للأعضاء من منطلق القوة الشخصية، المعرفة والخبرات العميقة.
- خلق مجتمع من الخريجين يقوم على التشبيك بين الأعضاء لتوفير الدعم المتبادل لتحقيق الأهداف الشخصية والجماعية.
- بناء قيادات مجتمعية. فأعضاء شبكة الخريجين يعتبرون أنفسهم جزءًا من مجتمعهم ويعملون لخدمته من خلال الفعاليات التربوية والتثقيفية في المدارس والمؤسسات المختلفة.
وفي هذا السياق يهمنا الإشارة إلى مساهمة صندوق ادموند دي روتشيلد وبنك هبوعليم بصفتهم شركائنا وداعمينا لتحقيق هذه الأهداف.
تأثير الحرب
الحرب والأوضاع الأمنية الصعبة التي تسود في الأشهر الأخيرة ألقت بظلالها بطبيعة الحال على عمل الجمعية ونشاطاتها. “نحن نمر بمرحلة صعبة للغاية”، تقول حنين وتضيف “إننا نشهد منذ بداية الحرب توترًا متصاعدا في أماكن العمل المشتركة لليهود والعرب، وهذا يُقلقنا جدًا. ولمواجهة هذه التحديات أقمنا في كاف مشفيه بالشراكة مع جمعيتا itworks وتسوفين خط طوارئ لتقديم الدعم المهني وللموظفين والمُشغلين وللمساعدة في تهدئة الخواطر والتقليل من حالات التوتر في أماكن العمل، كما وحرصنا على اجراء استطلاعات بين الطلاب العرب في المؤسسات الأكاديمية المختلفة، وقدمنا نتائج هذه الاستطلاعات لإدارات هذه المؤسسات لكي تتحرك للسيطرة على الوضع وتقليل التوتر والضغط وتوفير بيئة تعليمية آمنة ومتسامحة.”