ناردين أرملي، مستشارة لاقتصاد العائلة
لماذا يهمّنا الأمر: لا تقتصر أهمّيّة اختيار شريك حياة مناسب على الجانب العاطفيّ وحده، بل تشمل كافة جوانب حياتنا. ورغم أنّ علاقات الحبّ أبعد ما تكون عن عقلانيّة وموضوعيّة التجارب العلميّة، يمكن أنّ تقدّم الدراسات والإحصائيّات نصائح تساعدنا في اختيار الشريك المناسب، وفهم علاقاتنا العاطفية.
قيم: تشير إحدى الدراسات أنّنا نرتبط بشكل أفضل مع من يشاركنا في القيم، ونسبة الذكاء، وحتّى الحسّ الفكاهيّ.
أهداف: وتشير دراسة أخرى أنّه كلّما توافقت أهداف الحياة بين الشريكين، وفلسفتهما في تربية الأطفال، وخلفيّاتهما الثقافيّة والاجتماعيّة، ومهاراتهما في التدبير الاقتصاديّ، تَعزَّز ترابطهما على المدى الطويل.
جيناتنا: لكن، لجيناتنا رأيٌ آخر في التوافق، حيث بيّنت دراسة لجامعة ستانفورد أنّنا نبحث عن أشخاص يمتلكون جينات مناعيّة مختلفة عنّا، حتّى يرث أطفالنا دفاعات مناعيّة متنوّعة. ونستطيع عادة تمييز الأشخاص المناسبين، بطريقة لاواعية، عن طريق رائحة أجسادهم.
مرآة: وضّحت دراسة نُشرت في مجلة علم الأعصاب الاجتماعي، أنّ الأشخاص الذين يمارسون أنشطةً متزامنة، مثل الرقص معًا أو أداء حركات اليوغا، تنشط لديهم خلايا عصبيّة تُسمّى بالخلايا المرآتيّة، والتي تجعل أدمغتهم أكثر انسجامًا وقدرةً على التواصل العميق والتفاهم.
الإصغاء: وتنصحنا دراسةٌ أن نختار شركاء يُجيدون الإصغاء، وإظهار التعاطف، ولديهم مهارات حلّ المشاكل، إذ يعزّز ذلك قوّة العلاقة. وتحثّنا أن نبتعد عن كثيري الانتقاد والمزدرين ومحتكري الكلام والمماطلين.
كوكتيل الهرمونات: تبيّن دراسة أُجرِيَت عام 2010 على علاقات ناجحة طويلة الأمد، أنّ هرمون السعادة -الدوبامين يبلغ ذروته خلال المراحل الأولى من الحبّ الرومانسيّ، بينما يرتفع مستوى هرومنَي الأوكسيتوسن والفازوبرسين المتعلّقين بالشعور بالاستقرار في العلاقات المترابطة بشكلٍ قوّيّ على المدى الطويل. لذلك، علينا إدراك أنّه من الطبيعيّ ألّا تدوم طويلًا العاطفة المشتعلة مثل ألعابٍ ناريةٍ في بداية الحبّ، وأنّ الأهمّ منها هو الشعور بالدفء والاستقرار اللذَين توفّرهما العلاقات الناجحة الطويلة.
ما بين السطور: مثل أيّ مشروعٍ بحثيّ عظيم، تتطلب علاقاتنا العاطفيّة الاستكشاف المستمرّ والتكيّف مع الظروف. ليس العلم عصًا سحريّةً تقدّم حلولًا نهائيّةً لمشاكلنا العاطفيّة. فنحن أكثر تعقيدًا من قدرة العلم على فهمنا. ولا يمكن لدراسةٍ أن تحشر الجميع في نتائجها. فعلى سبيل المثال، توضّح دراسةٌ حديثة أهمّيّة الفروقات الفرديّة بين شخصيّتَي الشريكَين. تَلفِتُ التجارب العلميّة انتباهنا إلى بعض الأمور المفيدة، لكنّ أهمّ تجربةٍ هي التي يقوم بها الإنسان بقلبه.
