فلاش باك: أثناء حرب 2021، نشرت النيويورك تايمز إعلانًا يغطّي صفحةً كاملة يُحرّض ضد بيلّا حديد وشقيقتها جيجي. ووصفها بن غفير قبل أشهرٍ بكارهة إسرائيل. ومؤخّرًا: انتشرت أغنية راب إسرائيليّة تدعو إلى قتلها، وكتب جنديٌّ اسمها على صواريخ تقصف غزّة.
لماذا يهمّ الأمر: ليست بيلّا مجرّد جسدٍ فاتنٍ يتمايل كزورقٍ تغمره الورود على منصّة عروض فيكتوريا سيكرت، ولا وجهًا جميلًا فحسب يقترب من النسبة الذهبيّة عند الإغريق أكثر من أفروديت نفسها، بل هي امرأةٌ شجاعةٌ لا تخشى الإفصاح عن دعمها للقضايا العادلة، ولا تخجل الحديث عن ضعفها الشخصيّ.
زووم إن: وُلِدت بيلّا باسمٍ مركّب هو “إيزابيلا خير” عام 1996 لعائلة غنيّة. والدها هو رجل الأعمال الفلسطينيّ محمد حديد (مواليد الناصرة)، وأمّها هي عارضة الأزياء الهولنديّة يولاندا حديد. يعمل شقيقها أنور وشقيقتها الأكبر جيجي عارضَي أزياءٍ، وقد فازت الشقيقتان بلقب أفضل عارضة في العالم عامَي 2015 و2016. وتعرّضت والدتهما لانتقاداتٍ لأنّها كانت تُخضِع ابنتيها لحميةٍ غذائيّة قاسية تتركّز على أكل اللوز.
التفاصيل: مثلما تقفز بيلّا على حصانها فوق الحواجز ممارسةً رياضة الفروسيّة بمهارة، قفزت على مرّ السنوات من غلاف مجلّة أزياءٍ إلى أخرى، ومن شاشة عرضٍ ضخمةٍ إلى أضخم. منذ بدء مسيرتها، تسابقت أشهر الماركات العالميّة كي تروّج بيلّا لبضاعتهم، لكنّ اعتزازها بهويّتها ودعمها العلنيّ لفلسطين، كما صرّحت في أحد البودكاستات، جعل شركات عديدة توقف العمل معها.
الصورة الكبيرة:
- لا تحيا بيلّا في برجٍ عاجيّ تتأمّل صورتها الساحرة في المرايا، بل تشارك بالعديد من الفعاليّات والمظاهرات المساندة للشعب الفلسطينيّ، وللحقوق المدنيّة في أمريكا.
- تستغلّ من أجل ذلك حسابها على إنستغرام (يتابعه أكثر من 60 مليون)، الذي شاركت فيه أيضًا حالتها النفسيّة، ووجهًا آخر من مهنة عرض الأزياء، تغمره الدموع والتوتّر، وترهقه ساعات عملٍ تصل أحيانًا إلى 14 ساعة يوميًّا. وقد تبرّعت بنسبةٍ من أرباح مشروبٍ تنتجه إلى مؤسّسة تُعنى بالصحّة النفسيّة للمرأة.
- تعمل بيلّا دائمًا على التوعية بقضايا اللاجئين حول العالم، وتدعم الناشئين، وتحمل بيديها هدايا للأطفال في الأعياد.
ما بين السطور: تقدّم بيلّا حديد نموذجًا للمسؤوليّة الاجتماعيّة، ولشجاعة التحرّر من القوالب النمطيّة المفروضة، التي تورّط كلّ شخصٍ منّا بالتأمّل النرجسيّ في مرآته الخاصّة ولو كان العالم قرب نافذته يحترق. كأنّ بيلّا حين تسألها وكالات الأزياء: “لماذا يا عزيزتي لا تخلعين الكوفيّة وتبقين باللانجري؟”، تجيب بتحدٍّ: “أستطيع ارتداء كليهما”.