لماذا يهمّنا الأمر: هل تتذكّر مقالنا السابق في وصلة عن طائر الدودو؟ لم يستطِع هذا المسكين التكيّف مع الظروف الجديدة التي غزت حياته، فانقرض. تتوقّع عدّة دراسات أنّ 800 مليون شخص سيفقدون وظائفهم نتيجة صعود تقنيات الذكاء الاصطناعيّ. وبحسب مقال على موقع بيزنس إنسايدر، فإنّ القدرة على التكيّف، خصوصًا مع تقنيات الذكاء الاصطناعي الجديدة مثل (شات-جي بي تي) وأشقّائه، أصبحت من المهارات الأساسيّة التي تطلبها الشركات في إعلانات التوظيف.
الصورة الكبيرة: يخبرنا أحد المديرين في موقع (لينكد ان)، أنّ أكثر من نصف الوظائف التي يمتلك أصحابها حسابات عليه، إمّا سيتسبّب الذكاء الاصطناعيّ في إحداث اضطرابات كبيرة بها، وإمّا سيعزّزها خالقًا إمكانيات جديدة.
زووم إن: من الممكن تعريف التكيّف المقصود بأنّه القدرة على فهم هذه التغيّرات الجديدة، والاستفادة منها والتكامل معها، بدلًا من خوض حرب ضدها. ومن الضروريّ أيضًا تبنّي عقليّة التعلّم المستمر، وإعادة صقل المهارات بشكلٍ دائم، إذ تتطوّر تقنيّات الذكاء الاصطناعيّ باستمرار، ولا تأخذ شكلًا ثابتًا. هناك العديد من المهامّ التي يتفوّق بها الذكاء الاصطناعيّ على البشر، مثل معالجة البيانات والتحليلات التنبؤيّة (كتوقّع حالة الطقس). وفي المقابل، يتفوّق البشر (حتّى الآن) في التفكير النقديّ والذكاء العاطفيّ وغيرها.
كذلك: لا يقتصر الأمر على تقنيات الذكاء الاصطناعيّ، إذ عليك التكيّف مع التغيّرات التي تحدث في مجال عملك، كمعرفة أسباب تسريح الموظّفين في شركتك ومحاولة تفاديها، وكالقدرة على الدوام الهجين (مزيج من العمل من البيت والدوام في المكتب)، ورصد الفرص المتوّلدة، وابتكار حلول إبداعيّة.
التفاصيل: فكّر في المهام اليوميّة التي تقوم بها كلّ يوم في عملك، ولا شكّ أنّك تستطيع تقسيمها إلى 3 أنواع:
- أحدها: يؤدّيها الذكاء الاصطناعيّ بسرعة وكفاءة أكبر، مثل تحليل أو تصنيف بيانات عشوائيّة ذات حجم ضخم. فمن الحكمة إذن استخدامه لذلك، بدلًا من إهدار وقتك وجهدك.
- الثانية: مهامّ تؤدّيها بمساعدة الذكاء الاصطناعيّ، فقد تطلب منه كودًا برمجيًّا لمشروع تعمل عليه، ثمّ تقوم بتعديل الكود بما يتوافق مع مشروعك وبقيّة الأكواد.
- الثالثة: مهام لا يستطيع الذكاء الاصطناعيّ القيام بها، كالاجتماع مع العميل الذي طلب المشروع، وفهم احتياجاته، واقناعه بأنّك الأمثل لتلبيتها.
ما بين السطور: تستطيع دائمًا العمل على تطوير المهارات المطلوبة. استخدم الحوار (المهارة الثانية التي تؤكّد عليها الشركات حاليًا بعد القدرة على التكيّف) وأخبر مديرك بأنّك ترغب في الحصول على فرصٍ لتطوير مهاراتك من أجل خدمة شركتك. لا تخف من طرح الأسئلة وطلب النصائح من زملائك في طريقة عمل بعض المهامّ (اشتغل على مهارات التواصل لديك). تعلّم من زملائك الذين يجيدون التأقلم مع التغييرات. وتذكّر أنّ المستقبل مِلكٌ للقادرين على التكيّف والتجدّد.