لماذا يهمّنا الأمر: تظهر العديد من الدراسات أنّ البشر يشكّلون انطباعات أوّليّة عن بعضهم من نظرةٍ واحدة. وتعتمد هذه الانطباعات بشكلٍ كبير على ما تلبسه. ولأنّنا لا نعيش في عالمٍ مثاليّ، فالمظاهر مهمّة، والناس يحكمون على الكتاب من غلافه. “ارتدِ ملابس مناسبةً من أجل النجاح”، هكذا يجيب مقال في موقع بيزنس إنسايدر عن سؤال: “كيف يجب أن البس؟”.
الصورة الكبيرة: انظر حولك إلى الأشخاص الناجحين في مجال عملك، من تطمح في السير على خطاهم، واتّبع أسلوبهم في ارتداء الملابس. ورغم أنّك قد تنظر إلى “ستايلك” الخاصّ على أنّه جزء من هويّتك الشخصيّة، وأنّ الهدف من الثياب شعورنا بالراحة، إلّا أنّ الملابس المتوافقة مع طريقة اللباس المتوقّعة ضمن مجال عملك، توثّر في الصورة التي يكوّنها المديرون والزملاء عنك، وفي مسيرتك المهنيّة.
التفاصيل:
- الاحترام: تشير الملابس المناسبة إلى احترامك لوظيفتك وزملائك وللعملاء. تُظهرك بصورةٍ محترفة، وبأنّك لا تبخل بالجهد المطلوب من أجل من عملك. بينما توحي الملابس غير الملائمة بالإهمال، وعدم تحمّلك المسؤوليّة تجاه مصالح شركتك. سيفترضون أنّ شخصًا غير مستعدّ لبذل جهد بسيط في ارتداء الثياب المناسبة، لن يبذل جهودًا أكبر من أجل عمله.
- الاختيار المناسب: لا يعني أسلوب الأزياء الاحترافيّ ارتداء بدلةً على الدوام، فالبدلة الراقية مناسبة في سياقات عمل محدّدة، كالاجتماع مع زبون هامّ لشركتك. لكنّها، قد توحي بالمبالغة والتكلّف في سياقات أخرى، كما في حالة مطوّري البرمجيّات الذي لا يتعاملون مع العملاء، حيث الزي الشائع هو “الكاجوال” النظيف والمرتّب.
- الشعور بالثقّة: ليست الملابس مجرّد أقمشة نضعها على أجسادنا، بل إنّ لها بُعدًا “روحيًّا” يؤثّر في شعور من يرتدونها. عندما ترتدي ملابس أنيقة واحترافيّة، يجعلك ذلك تشعر بالثقّة، وينعكس على تصرّفاتك فتصبح أكثر مهنيّة في أدائك لعملك، وستلمس ذلك حتّى لو كنت تعمل من البيت دون أن يراك أحد. كان محمود درويش يرتدي أجمل ثيابه وحذائه الملمّع عندما يذهب للكتابة وحيدًا في منزله، إذ يشعر بأنّ أناقته تلهمه كي يُبدِع أثناء الكتابة.
ما بين السطور: في عالم الوظائف، تجري الأمور ضمن طرقٍ محدّدة مسبقًا. لا تتعلّق معظم تصرّفاتنا في العمل، ومن ضمنها طريقتنا بارتداء الملابس، بنا وحدنا فحسب، بل يمتدّ تأثيرها ليشمل علاقتنا مع مديرنا وزملائنا وعملاء مؤسّستنا. لذلك، فإنّ احترامك لأسلوب الأزياء المتّبع في عملك، يُحدِثُ فرقًا حقيقيًّا في مسيرتك المهنيّة.