السياق: طُبِّقَت الخطّة الخمسيّة لتنمية المجتمع العربيّ الأولى في الأعوام 2016-2021، ورغم استغلال 70% فقط من ميزانيّتها البالغة وقتها 13 مليار شيكل، إلّا أنّها حقّقت نجاحًا في العديد من مجالات الخطّة. وفي 2021، صودق على خطّة خمسيّة جديدة تمتدّ إلى 2026 بميزانية 30 مليار شيكل. لكن، عُدّلت ميزانية الدولة لتمويل نفقات الحرب، ومن المرجّح، بحسب بحث لبنك إسرائيل، أن يُقتطَع من الخطّة الجديدة 4-5 مليارات شيكل.
لماذا يهمّنا الأمر: ساهمت الخطّة الخمسيّة الأولى في تعزيز التنميّة الاقتصاديّة في المجتمع العربيّ، وقلّصت الفجوات بينه وبين المجتمع اليهوديّ في عدّة مجالات كالتعليم وتشغيل النساء، رغم الصعوبات التي واجهتها في الاستغلال الكامل للميزانيّات المخصّصة لها، لاسيّما في مجال البناء والبنى التحتيّة. وكان من المتوقّع أن تكمل الخطّة الجديدة بميزانيّتها الأكبر ما بدأته شقيقتها، لكنّ تقليصها، كما يحذّر بنك إسرائيل، سيضرّ برفاهيّة السكان العرب وتنمية مجتمعهم، وبنموّ الاقتصاد الإسرائيليّ ككلّ.
زوم إن: في تقرير لمركز أدفا، تدرس الباحثة فهيمة عباس أثر التقليص في الخطّة الخمسية الجديدة على البرنامج المعني بدمج الشباب والشابّات العرب في سوق العمل، والذي خُصّص له 1.4 مليار شيكل ابتداءً من 2021 على مدار 5 سنوات:
- ركّز البرنامج على فئتين، الشباب (18-35 عامًا) الحاصلين على تعليم ثانوي أو أقلّ. والشابّات (18-35 عامًا) الحاصلات على تعليم أكاديمي وفوق الثانوي.
- خُصّص لكلّ فئة توجيهٌ خاصٌّ بها، من حيث الوظائف النوعيّة، أو التأهيل المهنيّ، أو تعليم المهارات اللغويّة. وقُدِّمَت حوافز تشجيعيّة لأماكن العمل التي توظّف الشباب والشابّات العرب.
- ارتفعت بسبب البرنامج نسبة توظيف النساء العربيّات في عام 2023 (قبل الحرب) إلى ما يقارب 45% (رغم أنّ الفارق لا يزال كبيرًا مقارنةً مع معدّلات توظيف النساء اليهوديّات -باستثناء الحريديم- البالغة 83.2%).
- ارتفعت نسبة توظيف الرجال إلى 77.9% عام 2023، وهذا الرقم أعلى بـ 2% تقريبًا من النسبة التي كانت الخطّة الخمسيّة تهدف أن تصلها عام 2026، لكن من المتوقّع أن يتباطأ هذا النموّ وأن يصل إلى 79% فقط عام 2030، رغم أنّ الخطّة تهدف إلى وصوله 83% ذلك العام.
- وهكذا، فإنّ أيّ تقليصٍ في ميزانيّة الخطّة ككلّ، وبرنامج التوظيف بشكلٍ خاصّ، سيؤثّر سلبًا على نِسَب التوظيف لدى النساء والرجال العرب، ما سيزيد الفارق بينها وبين المعدّلات التي كانت الخطّة تهدف للوصول إليها عند وضعها.
ساهمت الخطّة الخمسيّة الأولى في تعزيز التنميّة الاقتصاديّة في المجتمع العربيّ، وقلّصت الفجوات بينه وبين المجتمع اليهوديّ في عدّة مجالات كالتعليم وتشغيل النساء
ما بين السطور: التقليص في خطّة تنمية المجتمع العربيّ، سيوسّع الفجوات الكبيرة أصلًا بينه وبين المجتمع اليهوديّ (عام 2021، بلغ متوسّط أجور الرجال العرب أقلّ بـ 36% من الرجال اليهود، والنساء العربيّات أقل بـ 33% من النساء اليهوديّات)، وسُيضعف الاقتصاد الإسرائيليّ بمجمله، فالنموّ في التوظيف يساهم في ثُلْثَيْ النموّ الاقتصاديّ بالبلاد.