حوادث احتراق البطاريات والموت بالنار في السنوات الأخيرة تشكل تذكيرًا غير سار بمخاطر البطاريات القابلة لإعادة الشحن التي نستخدمها جميعًا في هواتفنا الذكية، من الحاسوب وحتى السيارة. هكذا نعتني بالبطاريات ونتجنب وقوع كارثة.
تعد بطاريات الليثيوم أيون من أعظم اختراعات القرن الماضي. تم اكتشاف الإجراء الذي مكّم بنائها في السبعينيات، وعلى مر السنين تم تحسينها وإتقانها، وربما أصبحت من أكثر أنواع البطاريات شيوعًا في العالم والتي تشغل كل شيء كهربائي قابل لإعادة الشحن نستخدمه تقريبًا – من الهاتف الذكي، وحتى الحاسوب المتنقل، الأجهزة اللوحية، والدراجات والسيارات الكهربائية مثل سيارات تسلا.
تعتبر بطاريات الليثيوم أيون آمنة إلى حد كبير، ولكن إذا تعرضت للتلف فقد تشكل خطر نشوب حريق واشتعال، كما اكتشف مالكو Galaxy Note 7 بطريقة غير سارة للغاية عندما عانوا من سلسلة إنتاج من البطاريات التي تضررت، وللأسف، اشتعلت النيران هذا الصباح (الإثنين) ببطارية دراجة صبي يبلغ عمره 11 عامًا، مما تسبب في نشوب حريق أدى إلى إصابته بجروح خطيرة – إلى جانب أكثر من 36 حالة وفاة بسبب الحرائق الأخرى في السنوات الأخيرة.
لا تقل “لن يحدث هذا لي”، لأنه في حال حدوث ذلك، لا سمح الله، فقد تقعون في حريق مهدد للحياة. احرصوا على ألا يحدث ذلك وتقبلوا المسؤولية. فيما يلي بعض القواعد والنصائح والتفسيرات المهمة حول كيفية استخدام البطاريات القابلة لإعادة الشحن في أي جهاز الكتروني تملكونه:
يوصى بعدم التعامل مع البطارية بضراوة وعدم التسبب في اصطدامها وعدم شحن البطارية بشواحن غير مطابقة لتعليمات الشركة المصنعة”، كما يقول الدكتور ملاخي نوكد من جامعة بار إيلان. يشرح نوكد قائلاً: “يُحظر أيضًا تخزين البطاريات في مكان ذي درجات حرارة عالية. إذا لمست البطارية وشعرت أنها ساخنة، يجب أن تأخذها جيدًا إلى أحد الخبراء لفحصها”.
القاعدة الأساسية هي: كن لطيفًا مع بطارياتك. إذا لم تعرض البطاريات لدرجات حرارة قصوى، ولم تعرضها للكدمات أو الصدمات، وتأكدت من استخدام الشاحن الأصلي فقط أو الشاحن المعتمد من قبل الشركة المصنعة – سوف تخدمك البطاريات بأمانة، والآن سنتعمق قليلاً في الموضوع:
لا تفرطوا في في الشحن – تحتوي الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى على حماية مدمجة ضد الشحن المفرط، ويجب أن نتوقف عن الشحن عندما تكون تمتلئ البطارية. ولكن على سبيل المثال، أولئك الذين يلعبون بالبرنامج الذي يدير السكوتر الخاص بهم “للحصول على أداء أفضل منه”، قد يعطلون أيضًا التحكم في الشحن، أو في حالات نادرة قد يحدث فشل في وحدة التحكم في الشحن.
على أي حال، عند شحن جهاز ببطارية كبيرة مثل السكوتر الكهربائي – لا تتركه دون رقابة ولا تضع سكوترًا كهربائيًا لشحنه ليلاً خلال النوم. كن متيقظًا وراقب الشحن. إذا كانت هناك علامات تدل على تسخين شديد أو تصاعد دخان من البطارية – افصل الكهرباء على الفور وابتعد عن المنطقة.
تجنبوا استخدام البطاريات أو أجهزة الشحن التي لم تتم الموافقة عليها من قبل الشركة المصنعة – فالكثير منا يميل أحياناً إلى شراء أجهزة شحن أو كابلات رخيصة جدًا من مواقع التجارة الصينية، والتي لا يمكنها حمل أو إنتاج التيار الثابت الذي تحتاجه البطارية للشحن بشكل جيد – وبذلك يشكلون خطر الاشتعال على أنفسهم – وللبطارية.
تأكدوا من استخدام البطاريات وأجهزة الشحن الأصلية فقط من الشركة المصنعة، وإذا كنتم تنوون باستخدام شاحنات بديلة – احرصوا على أن تكون ضمن العلامات التجارية المعروفة، والتي تتوافق مع المعايير المعتمدة (على سبيل المثال، الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المتنقلة لديها معيار منتدى مصنعي USB، المسمى USB-IF وله رمز خاص به)، والموافق عليها للاستخدام من قبل الشركة المصنعة للجهاز الأصلي.
تشكل البطارية المبللة المثقوبة أو التي تلقت ضربة قوية خطرًا – هل صعدت على الرصيف باستخدام السكوتر الخاص بك وتعرضت البطارية لضربة قوية؟ هل أسقطت هاتفك الذكي وضربته بقوة أم أسقطته في الماء؟ لا تتجاهلوا ذلك، فقد يشكل الأمر خطورة عليكم.
يمكن للبطاريات التي تتلقى الصدمات أن تتشوه أو تنتفخ أو تشتعل فيها النيران. في مثل هذه الحالات، خذ الجهاز وبطاريته لفحصهما بواسطة فني معتمد.
في الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المتنقلة المزودة ببطارية داخلية، إذا رأيت تورمًا في الجزء الخلفي من الجهاز، أو تغيرًا في اللون – فقم بإيقاف تشغيل الجهاز على الفور واصطحابه إلى فني. كذلك، يمكن أن تتسبب البطارية المبللة أو جهات اتصال الشحن في حدوث قصر قد يؤدي أيضًا إلى اشتعال البطارية. إذا تعرض جهازك للبلل ولم يكن مقاومًا للماء في إعداد الشركة المصنعة – قم أيضًا بإيقاف تشغيله على الفور وخذه إلى فني لفحصه.
ملاحظة أخرى، فإن أسوأ شيء يمكنك القيام به هو ثقب البطارية، بسبب تفاعل كيميائي مع الماء أو الهواء، مما قد يؤدي إلى اشتعال سريع. إذا أصيبت بالصدفة بجسم حاد مثل السكين، ورأيت دخانًا يتصاعد منها، أو شممت رائحة غريبة – ابتعد عن المنطقة على الفور.
يجب الحرص على درجة حرارة مناسبة ومنطقة جيدة التهوية – كما ذكرنا، الحرارة الشديدة أو البرودة ليست مثاليا للبطارية. تأكدوا دوماً من شحن بطارياتكم بدرجة حرارة متوسطة، وتأكدوا من وجود منطقة جيدة التهوية أثناء الشحن. يوصى أيضًا بإزالة الهاتف الذكي من الواقي المطاطي أثناء الشحن.
لا تعرضوا البطارية لدرجات حرارة عالية – باتباع القسم السابق، لا تعرضوا البطاريات، حتى أثناء الاستخدام، لدرجات حرارة قصوى. على سبيل المثال، أثناء القيادة، لا تترك الهاتف الذكي على لوحة القيادة في السيارة مباشرة تحت الزجاج الأمامي – فقد تسخن البطارية بمجرد التعرض لحرارة الشمس القادمة من خلال الزجاج الأمامي واشتعلت فيها النيران.
باختصار، تعاملوا مع بطاريات أجهزتكم بشكل جيد ولطيف، لتخدمكم بشكل جيد ولفترة طويلة، بدلاً من أن تنفجر معكم.
