لماذا يهمّنا الأمر: إذا كنتَ من الذين يفكّرون في بدء مشروعهم الخاصّ، لكنّهم قلقون من الفشل بسبب المنافسة مع اللاعبين الكبار بالسوق، فإنّ تجربة بول هادفيلد الذي أسّس 3 شركات صغيرة، وأفكاره وتأمّلاته التي لخّصها في مقاله على موقع فوربس، ستكون مفيدة لك بلا شكّ.
التفاصيل:
- لستَ بحاجة أن تمتلك أفضل المنتجات أو الخدمات: مهما كانت جودة المنتج التي تقدّمه شركةٌ ما، فلا يقتصر نجاح الأعمال على ذلك. هناك العديد من العوامل الأخرى التي ينبغي عليكَ أخذها بعين الاعتبار لضمان نجاح منتجاتك، حتّى لو كانت منتجات منافسيك أفضل، كالأسعار المناسبة، والتوزيع الواسع، واستراتيجيّة التسويق الجذّابة، وخدمة الزبائن المميّزة.
- صغر الحجم مضادّ حيّوي للبيروقراطية: فلا مدير فوقك، أو مجلس إدارة يراقبك، أو مستثمرين حانقين يسألونك عن أرباحهم، ولن يكون عليك إرضاءهم في كلّ خطوةٍ قصيرةٍ تخطوها ولو على حساب رؤيتك البعيدة للعمل. أنتَ تمتلك حرّيّة ملكٍ في مملكته، لديه رؤية بعيدة المدى لتطويرها دون قلق أن يتمّ استبداله (إلّا إذا انقلب عليه ابنه مثلًا)، بينما يُشبه المدراء التنفيذيّون للشركات الكبيرة حكومةً منتخبة لفترةٍ مؤقّتة، سيكون عليها أن تقدّم للناخبين ما يرغبون به سريعًا كي يُعاد انتخابها، ولو كان ذلك على حساب المصلحة الأكبر والأبعد زمنيًّا. (يُقدّم بول هادفيلد في مقاله استعارةً مختلفة، وهي الماراثون مقابل سباقات العدو السريع).
- بإمكانك أن تؤثّر في زبائنك بطريقة قد لا تتمكّن الأعمال الكبيرة من فعلها: يورد الكاتب مثالًا صاحبة مطعمٍ في كاليفورنيا، توفّر لزبائنها تجربةً خاصّة كأنّهم نجوم روك. وسنذكّركم هنا بمقالنا الخاصّ في موقع وصلة، عن أحد المحلّات في البلدة القديمة بالقدس، والذي تمتلكه عائلةٌ مقدسيّة منذ أجيال، تعامل زبائنها من السيّاح على أنّهم أفرادٌ من العائلة، يتشاركون معهم أحاديث حياتهم على الفطور، ويزورون محلّهم باستمرار كأنّه أحد معالم القدس التاريخيّة. وكلّ ذلك لم يكن ممكنًا لو كان المحلّ مثل المحلّات الكبيرة في مراكز التسوّق الممتلئة بالموظّفين.
- السكوت ليس من فضّة ولا ذهب: بعكس المثل الشعبيّ الشائع، فإنّ كلام الزبائن عنك (بالخير طبعًا) سيجلب لك الأموال، بينما سكوتهم سيُجلسك على الأرجح بالبيت. في البداية خصوصًا، عليك أن تجدّ لتصنع اسمًا لك، لتكون سمعتك التجاريّة مثل الليرة الذهب. سيكون عليك أحيانًا أن تعمل مجّانًا ولساعات إضافيّة وفي أوقات راحتك. يضرب الكاتب مثالًا ما حدث له في بداية تأسيس شركته، حيث أرسل أحد الزبائن المحتملين رسالةً له في التاسعة مساءً يسأله عن الفرق بين شركته وإحدى منافسيها. على الفور، قام صديقنا بالبحث عمّا تقدّمه الشركة الأخرى، وزوّد الزبون بعد ساعةٍ فقط بملف باوربوينت يوفّر الإجابة بطريقةٍ واضحة. أراد أن يُظهِر له مدى سرعته ودقّته بتلبية طلبات زبائنه، وقد أصبح هذا الشخص زبونًا لديه، وتمثّلت فائدته الأساسيّة لا في الربح الذي ناله بول منه، بل بالزبائن الجدد الذين حصلتْ شركته عليهم من طرف هذا الزبون وحديثه الجيّد عن بول.
- من الأسهل أن تقوم الأعمال الصغيرة بالتغييرات الإبداعيّة: نتيجة قلّة صنّاع القرار وعدد الموظّفين بوسعها التجدّد والابتكار أسرع من نظيراتها الكبيرة، ولا يحتاج التغيير اجراءاتٍ طويلة ومعقّدة وموافقة الكثيرين وتدريبٍ واسع.
ختامًا: عليك أن تحدّد معنى “المنافسة” بالنسبة إليك. هل ترغب في الاستمرار فقط والحصول على مدخولٍ جيّد والاستمتاع بما تقدّمه للآخرين، أم ترغب في “بلع” السوق؟ سيكون عليك أن تقرّر ذلك بنفسك دون ضغوطٍ من أحد. وكما يقول كاتب المقال، توقّف عن القلق من المنافسين، وابدأ ببساطة الآن مشروعك.