تعريف: الرحّالة الرقميّون Digital Nomads، هم رحّالة ينتقلون من بلدٍ إلى آخر بخيارهم الشخصيّ، بينما يعملون على حواسيبهم الشخصيّة خلال اتّصالهم بالإنترنت. قد يسافرون وحدهم، أو مع أصدقائهم، أو شركاء حياتهم، أو رفقة عائلاتهم. وبحسب إحصائيّة عام 2023، بلغ عدد الموظّفين عن بعد منهم 10.7 مليون (تناقص 4% نتيجة سياسة العودة إلى المكاتب)، والمستقلّين “فريلانسرز” 6.6 مليون، وأبرز مجالات عملهم تكنولوجيا المعلومات (بنسبة 20%).
زووم إن: أكثر ما يُميّز الترحال الرقميّ الحرّيّة التي يوفّرها للأشخاص غير الراغبين بالعيش ضمن حدودٍ معيّنة، ووفق روتين عملٍ يوميّ. يمنحهم فرصة اكتشاف أنفسهم أثناء اكتشافهم لبلدانٍ وثقافاتٍ جديدة، وخوض مغامراتٍ مفاجئة غير مخطّطٍ لها. كذلك، يُعفيهم اختيارهم بلدان ذات تكاليف عيش منخفضة من نظيراتها المرتفعة في أوطانهم الأصليّة، كالإيجارات والقروض العقاريّة. ويسمح الأمر لمن لا يرغب منهم بالانتماء إلى مكانٍ محدّد بالتخلّي عن فكرة الأوطان، كأنّ قول محمود درويش ينطبق عليهم: “وطني حقيبة، في الليل أفرشها سريرًا وأنام فيها”.
التفاصيل: عليك أن تأخذ هذه الأمور في الحسبان عند ترحالك الرقميّ:
- اختيار الوجهة المناسبة لك: من حيث القدرة القانونيّة على السفر إليها، والتأشيرات اللازمة، فيزا سياحيّة عاديّة أو عمل (توفّر 40 دولة فيزا خاصّة للترحال الرقميّ)، والضرائب التي تختلف من مكانٍ لآخر وحسب التصنيفات (دوام جزئي أو كامل، موظّف بعقد أو فريلانسر)، والتأمين الصحيّ حيث من الإلزاميّ الاشتراك به في بعض الدول. كذلك، لا تنسى أن يكون المكان آمنًا، وخاليًا من العدائيّة أو العنصريّة تجاه الزوّار من خلفيات ثقافيّة وعرقيّة وجنسيّة معيّنة (أحيانًا يكره السكّان الأصليون الرحاّلة الرقميّين نتيجة رفعهم أسعار الإيجارات).
- الحصول على موافقة مديرك: إذا كنت تعمل في وظيفة عليك التأكّد من سياسات شركتك الخاصّة بالعمل عن بعد في دولٍ أخرى، وأن توضّح لمديرك خطّتك بالتفصيل، وتبيّن له أنّ الأمر لن يؤثّر على أدائك، بل سيحسّنه (يوجد العديد من الدراسات عن فوائد العمل عن بعد). وفي حالة عدم موافقة شركتك، فقد تبحث عن شركات مشابهة تسمح بذلك، أو قد تفكّر بالعمل بشكلٍ مستقلّ.
- تأكّد من أنّك تمتلك المعدّات اللازمة حسب طبيعة عملك. أحيانًا كلّ ما تحتاجه لابتوب فقط، وأحيانًا قد تحتاج أيضًا معدّات صوت وإضاءة وكاميرا جيّدة إذا كنتَ مثلًا يوتيوبر أو صانع مساقات. كذلك، قد ترغب أن تتوفّر بيئة عمل هادئة لعقد الاجتماعات عن بعد مثلًا، وعليك كذلك أن تتأكّد من توفّر الإنترنت في مكان إقامتك (افحص سرعته هناك قبل السفر)، وحاجتك للأمان الرقميّ خاصّةً إن كنتَ تعمل في وظائف حسّاسة. حدّد مسبقًا خطّتك الماليّة (هل تتوفّر خدمات بنكيّة جيّدة، ماذا ستفعل إذا أضعتَ بطاقة ائتمانك، كمّيّة الكاش الذي سيلزمك…)، وتعرّف على تكاليف المعيشة حيث ستذهب (حسب إحصائيّة، أهمّ عاملَيْن لاختيار الوجهة لدى الرحّالة الرقميّين كانا تكاليف المعيشة وسرعة الاتّصال بالإنترنت).
معلومات سريعة: يوجد قرية مخصّصة للرحّالة الرقميّين في جزيرة ماديرا بالبرتغال تتيح تجربة الترحال الرقميّ قبل البدء به رسميًّا، وتُعتبر إندونيسيا (جزيرة بالي) من الوجهات المفضّلة للرحّالة الرقميّين، وتسمح تأشيرة زائر عادية بالعمل فيها لمدّة 180 يوم دون دفع ضرائب. أيضًا، هناك العديد من المجتمعات على الإنترنت لتشارَك الخبرات والنصائح.
الجانب الآخر: بالتأكيد ليس أسلوب العيش هذا مناسبًا للجميع، خاصّةً إذا كنت ممن يفضّلون الاستقرار في بيت آمنٍ وكنف عائلةٍ، وترغب في الحصول على دخلٍ مضمونٍ، وأن تعيش حياتك ضمن خطّةٍ مفصّلة دون مفاجآت، منتميًا لوطنٍ وجماعة. أو إن كنتَ ممّن يُفضِّل شعر محمود درويش هذا على شعره السابق: “وطني ليس حقيبة، وأنا لستُ مسافر…”.
تعمّق بالموضوع: عربي، إنكليزي.
مواقع للحصول على وظائف عن بعد: FlexJobs RemoteOK We Work Remotely
