تلقي الحرب في غزّة ظلالها على كافّة قطاعات الحياة في إسرائيل، حيث أشار تقرير ليديعوت أحرونوت إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم المحليّة والمستوردة في الأشهر الماضية، وصل إلى 50% في أسعار لحوم العجل، ومن 10% إلى 20% في أسعار الدواجن، التي بلغت أعلى مستوياتها منذ 5 سنوات. ومن المتوقّع أن تتواصل موجة ارتفاع الأسعار لهذه السلع، رغم بعض التفاؤل الحذر، على الأقلّ فيما يتعلّق بانخفاض أسعار الدواجن، نتيجة فقس 27 مليون صوص ستدخل إلى السوق قريبًا.
يعزو التقرير أسباب الزيادة في أسعار الدواجن إلى زيادة الطلب عليها، في مقابل انخفاض العرض، وإلى الارتفاع العالمي في أسعار الأعلاف، وإلى الأمراض التي أصابتها، وبالطبع، إلى الأضرار الكبيرة الناجمة عن الحرب في الشمال والجنوب، حيث تتواجد الكثير من مزارع الدواجن التي تزوّد السوق المحلّيّة بمنتجات الدواجن.
أمّا أسباب الارتفاع الحادّ في أسعار لحوم العجل -الذي لم يقتصر على القطع الفاخرة، بل أثّر كذلك على سعر اللحم المفروم (وصل سعر الكيلو منه مؤخّرًا إلى 60 شيكل)؛ فتعود إلى إلغاء الرقابة الحكوميّة السابقة على الأسعار، وإلى الارتفاع العالميّ في أسعار اللحوم المستوردة والأعلاف، وإلى ارتفاع سعر صرف الدولار… وإلى الأنتركوت.
فبالنسبة إلى المستوردين، الذي يشترون العجل كاملًا، فإنّ القطعة الأهمّ التي تحقّق لهم أعلى الأرباح هي الأنتركوت. لكنّ الطلب على شريحة اللحم هذه بالتحديد انخفض بشكل حادّ نتيجة تأثّر المزاج العام بسبب الحرب، وعدم رغبة الناس في شرائها. وأدّى انهيار الطلب على الأنتركوت، واقتراب الأرباح الناجمة عنه من الصفر، إلى رفع أسعار باقي قطع العجل، ومن بينها اللحمة المفرومة، للتعويض عن هذه الخسائر