بعد أن وصلت قيمة أسهم الشركات الرائدة في توصيل الطعام في الولايات المتحدة وأوروبا، مثل Just Eat وDoordash، إلى أعلى مستوياتها في فترة وباء كورونا، تراجعت قيمة هذه الأسهم، وسجّلت هذه الشركات خسائر تشغيلية تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار.
وستوثّر هذه الخسائر على جيوب الزبائن، حيث لم يعد المستثمرون في شركات توصيل الطعام مستعدين لتمويل هذه الخسائر، وأصبحوا أكثر إلحاحًا على تحقيق نموّ في الأرباح، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة. ما يخالف الاستراتيجيّة المتبعة سابقًا، المتمثّلة بضخّ الأموال في شركات التوصيل من أجل تخفيض الأسعار وجذب أكبر عددٍ من الزبائن لكسب حصصٍ في السوق.
وتواجه شركات توصيل الطعام حول العالم ضغوطات كبيرة، سواءً من الجهات التنظيميّة أو من النقابات العمالية بشأن ظروف العمل السيئة لعمّال توصيل الطعام. وتتذرّع الشركات عادةً بأن رفع الأجور التي تدفعها لعمّال التوصيل سيزيد من سعر الطلبيّات، ما سيفقدها أعدادًا كبيرة من الزبائن الرافضين لارتفاع أسعار ما يطلبونه.
ورغم الخسائر الكبيرة التي تقدّر بالمليارات لهذه الشركات، إلّا أنّ الخبراء يتوقّعون أن تتمكّن الشركات من تحسين وضعها الماليّ هذه السنة، خاصّة مع تمكّنها من الاحتفاظ بحصّة سوقيّة من الزبائن لم تتأثّر كثيرًا بالارتفاعات التي شهدتها أسعار الطلبيّات في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى توجّه العديد من الشركات إلى تنويع مصادر دخلها والتوجّه إلى أسواق جديدة مثل توصيل البقالة.
أصبح التركيز على صافي الأرباح مهمًا في الفترة الأخيرة، لأنّ شركات التوصيل كانت تستخدم مقاييس أخرى لأرباحها، مثل المدخولات قبل حساب التكاليف كالضرائب والفوائد والمصاريف التشغيلية المختلفة. ولم يعد المقياس السابق، وهو “النمو بأيّ ثمن” مقبولًا لدى المستمثرين الذين نفد صبرهم.
المصدر: واي نت