لو كان هناك طريقٌ بريّ مفتوح من حيفا إلى إسطنبول، لأمكن لسيارات الهايبرد (الهجينة) المزودة بالمحرك الجديد من شركة BYD الصينية، أن تسافر هذه المسافة التي تقترب من 2000 كم دون توقّف للشحن أو تعبئة الوقود. ما سيجعل الشركة تقطع مسافة كبيرة في مضمار السباق بينها وبين الشركات المنافسة لها، مثل فولكس فاغن الألمانية، وتويوتا اليابانية، التي قدّمت مؤخّرًا أيضًا محرّكها الهجين الجديد.
وسيتوفر المحرك الجديد على الفور في طرازين من سيارات BYD ضمن فئة “سيدان”، وهما Qin L وSeal 06، وبسعر تنافسي أقل من 14 ألف دولار. لكنّه، سيقتصر في الوقت الراهن على السيارات التي تباع في الصين، حسب ما صرّحت الشركة في مؤتمرها الأخير. ويعدّ هذا المحرّك الإبتكار الأحدث ضمن محاولات شركة BYD، التي يقع مقرّها الرئيسي في مدينة شنجن الصينية، تقليل استهلاك سياراتها للوقود منذ طرحها أول سيارة هجينة عام 2008.
في عام 2023، باعت الشركة 3 ملايين سيارة. وانتعشت مبيعاتها أيضًا في الثلث الأول من عام 2024، حيث سلّمت مليون سيارة. وتُقدّر إحدى الإحصائيات أنّ نصف السيارات الهجينة التي تمّ بيعها في الأسواق الصينية أنتجتها شركة BYD، حيث يشهد سوق السيارات الهجينة نموًا كبيرًا هناك. ويعود الإقبال الشديد على سيارات BYD في الصين، إلى خفض الشركة أسعار مركباتها على نطاق واسع، حتّى أنّها تضحي في كثير من الأحيان بأرباحها على حساب توسيع حصّتها السوقية. ولا شكّ أن اقتحامها سوق السيارات بعيدة المدى بمحرّكها الهايبرد الجديد، الذي يقطع مسافة تتجاوز 2000 كم دون توقف للشحن أو التعبئة، سيسهم في اشتعال حرب الأسعار.
وسيسهم المحرك الجديد كذلك في زيادة إقبال الزبائن حول العالم على السيارات الصديقة للبيئة، إذ لطالما تردّد المستهلكون بالتخليّ عن السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري فقط (كالبنزين والديزل والسولار)، بسبب عدم اقتناعهم بقدرات السيارات الأقلّ اعتمادًا على الوقود. وفي عام 2022، توقّقت الشركة عن صنع السيارات التي تعمل فقط بالوقود، وعزّزت صادراتها من السيارات الهجينة، وبخاصة إلى الأسواق الناشئة، التي لا تمتلك ما يكفي من محطات الشحن التي تحتاج إليها السيارات التي تعمل ببطاريات كهربائية فحسب.
المصدر: ذا ماركر+بلومبرغ