درج مقوس، باحة، وصالة فاخرة حيث استضاف ملك اليهود ماركوس أغريبا، الرجل الثاني في عهد الإمبراطور الروماني أوغسطوس قيصر عام 15 قبل الميلاد، تم العثور عليها حديثاً بعد 2000 عام في هيروديون، وهو القصر داخل الحصن الذي أقامه الملك الروماني في منطقة يهودا في أواخر القرن الأول قبل الميلاد.
وقد صرحت وكالة الأنباء الفرنسية – AFP – عن استعداد السلطات الإسرائيلية للكشف عن مبانٍ كانت محظورة للزوار سابقاً داخل قصر هيروديون لهيرودس الأول، والتي أعدها ملك العصر الروماني (64 ق.م. – 324 م) الاستبدادي كضريح ضخمة ليدفن به.
يدعي علماء الآثار بأن الملك هيرود قرر ابان نهاية حياته أن يدفن قصره، مستخدماً تراب الأرض الواقعة أسفل التل الذي كان يطفو عليه ، حتى اختفت اثار الهيكل الضخم.
وقامت سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية بفتح الموقع للزوار بعد عمليات الترميم، مما يسمح للزوار برؤية الدرج المقوس والباحة الواسعة والمسرح الخاص بهيرودس لأول مرة!
وقد قام الملك هيرودس المعين من قبل الرومان، والذي عرف بوحشيته ولكن أيضاً بالمباني الفخمة التي شيدت خلال فترة حكمه من 37 إلى 4 قبل الميلاد ، ببناء المجمع الرهيب في صحراء يهودا، وكان المدخل الرئيسي للقصر الواقع على قمة التل والمواجه لمدينة القدس، هو المفضل لدى هيرودس.
صرح روعي بورات، عالم آثار بالجامعة العبرية والمسؤول عن الحفريات، إنه كان القسم الوحيد من المجمع الذي أطلق عليه اسمه واختار أن يُدفن به.
وقد كانت رغبة هيرودس أن يطغى ضريحة على القصر الذي شيده، فقام بتغطية الجبل، بما في ذلك القصر، للتأكيد على ذلك، ليكوت قبره بارزاً ولحماتيه والحفاظ عليه على لمدة 2000 عام، صرح عيران كروزيل من سلطة الطبيعة والحدائق.
قارن بورات هذا المخبر الأثري الذي لا مثيل له بحفظ بومبي في الحمم البركانية. يؤدي درج عريض إلى أعلى جانب الضريح إلى الباحة الرئيسية للقصر. على قمة الجبل، والذي يعتبر جزئيًا من صنع الإنسان، يمكنكم رؤية بقايا قصر هيرود الرائع، مسبح كبير، حمام روماني، وعدة مباني من زمن هيرودس، بما في ذلك جدار مزدوج وأبراج متينة.
أسفل الدرج على الجانب الآخر من الضريح يتواجد المسرح الروماني الذي يضم حوالي 300 مقعدًا ، وتطل عليه المقصورة الخاصة بهيرودس وغرفة الزيارات الملكية.
استضاف هيرود ماركوس أغريبا، الرجل الثاني في القيادة لقيصر أوغسطس، في تلك الغرفة في عام 15 قبل الميلاد، ووفقًا لبورات ، قام حاكم يهودا بإعادة تزيين غرفة الزيارة لتشمل سلسلة من الرسومات التي تصويرات لنوافذ مفتوحة وتصور غزو أغريبا لمصر، مع نقوش الجص الجريئة والفخمة أعلاه. “قبل ذلك ، اتبع هيرود التقليد اليهودي الذي كان يتجنب تصوير الحيوانات والبشر، ولكن هنا، كان كل شيء ممكنًا”. “إنها حقًا كبسولة رومانية في قلب يهودا”، صرح بورات.
بدأت أعمال التنقيب عن أحدث أجزاء القصر والحفاظ عليها منذ حوالي 15 عامًا مع اكتشاف قبر هيرودس. بالنسبة لبورات ، الموقع يعبر بشكل مثالي عن عقلية هيرودس، “فقد كان كل ما يهمه هو كيفية الحفاظ على ذاكرته إلى الأبد”
أما هيروديون فلا تزال لغزًا ، فقد غطت الحفريات في الواقع 25 ٪ فقط من الجبل، وهناك العشرات من المناطق والأنفاق الأخرى التي لم يتم التنقيب عنها بعد والتي لا يزال مداها غير معروف.
