تكشف التقارير المالية لثلاثة من أكبر مستوردي السيارات في إسرائيل عن انخفاض ملحوظ في أرباحهم، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة ودخول السيارات الصينية الأرخص إلى السوق، والتخفيضات في أسعار بيع السيارات إلى شركات التأجير (ليسنغ). ما أدّى إلى انخفاض متوسط الأرباح على بيع السيارة الواحدة إلى 19 ألف شيكل في عام 2023، مقابل 35 ألف شيكل في العام 2022، الذي شهد أرباحًا قياسية.
في عام 2022، امتلأت جيوب مستوردي السيارات بأرباح قياسية على الرغم من انخفاض تسليم السيارات بسبب أزمة الرقائق الإلكترونية، بالإضافة إلى أزمات سلاسل الإمداد والتوريد. ارتفعت أسعار السيارات وقتها بشكل حاد، وفي بعض الأحيان وصل متوسط الربح إلى 50 ألف شيكل لكلّ سيارة. لكنّ هذا الاتجاه التصاعدي لم يستمر في عام 2023، رغم ازدياد تسليم السيارات قليلاً، فانخفضت أرباح المستوردين بشكل كبير. أسهم ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة تكاليف التمويل، وقلّصت منافسة السيارات التجارية الصينية الأرخص، بالإضافة إلى المبيعات المخفضة لشركات تأجير السيارات، من هوامش الربح، حيث ينصبّ اهتمام شركات تأجير السيارات على أن يكون سعر السيارات التي تشتريها أرخص ما يمكن، دون أن تكترث كثيرًا بنوع السيارة.
استمر انخفاض الأرباح في عام 2024، مع انخفاض بنسبة 14٪ في تسليم السيارات من يناير إلى مايو مقارنة بالفترة نفسها في العام السابق. في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، تم تسليم 129 ألف سيارة في إسرائيل، مقابل 150 ألف سيارة في الفترة نفسها من عام 2023. انعكس هذا الانخفاض في التقارير المالية لـ ديليك كار، وكارسو موتورز، ويو إم آي،وهم المستوردين الثلاثة الأكبر في إسرائيل، وانخفضت مبيعاتهم مجتمعة بنسبة 18٪، حيث باع ثلاثتهم ما يقارب 15 ألف سيارة فقط في الربع الأول من هذا العام. وانخفض متوسط أرباحهم لكل سيارة إلى 19،000 شيكل، وهو انخفاض بنسبة 33٪ عن العام السابق.
كذلك، شهد أداء العلامات التجارية تبيانًا كبيرًا. تراجعت مبيعات مازدا لدى وكيلها ديليك كار بنسبة 35%، فيما تراجعت مبيعات سيارات BMW بنسبة 12%. أمّا سيارة شيري الصينية التي تعمل بالبنزين، فقد شكّلت خيبة أمل كبيرة لمستوردها كارسو موتورز، فبعد أن حققت نجاحات قياسية في السوق العام الفائت، تراجعت مبيعاتها بنسبة 49% في الربع الأول من هذا العام، ووصل عدد السيارات المسلمة منها إلى 2778 سيارة، لتظلّ، رغم تراجع النسب، السيارة الأكثر مبيعًا لدى وكيلها. وفي مقابل انخفاض المبيعات للسيارات السابقة، حقّقت مبيعات سيارات رينو الفرنسية زيادة بنسبة 76%، حيث باع وكيلها كارسو موتورز 1560 سيارة سنة 2024. كذلك، شهدت كارو موتورز ارتفاعًا في مبيعات السيارة الصينية الكهربائية إكس بانغ، حيث باعت ما لا يقل عن 781 سيارة في الربع الأول من 2024.
لعب تأجير السيارات دورًا حاسمًا في تثبيت نتائج بعض المستوردين. استفادت يو إم آي وكارسو موترز من أساطيل سيارات الليسنغ التي تمتلكانها، حيث وازن امتلاك كارسو موترز 40 ألف مركبة ليسنغ، وامتلاك يو إم إي 30 ألف مركبة من تأثير الانخفاض في المبيعات المباشرة للسيارات، مقارنةً بديليك كار التي لا تمتلك سيارات للتأجير.
المصدر: غلوبس