بمبادرة من اتحاد الإنترنت الإسرائيلي، يُعقد في مركز الخوارزمي في مدينة أم الفحم، بتاريخ 10 حزيران 2024، المؤتمر الأوّل من نوعه في المجتمع العربي “ويبنا Webna”، حول استخدام الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. سيناقش المؤتمر الذي يشارك فيه نخبة من المختصين والباحثين مختلف القضايا الهامة في مجال الإنترنت، حيث ستُعقَد محاضرات وحلقات حوارية عن البنى التحتية للشبكات، والخدمات الرقمية الحكومي للمجتمع العربي، والحماية عبر الشبكات، وحرية التعبير في الحيز الرقمي، وقضايا الذكاء الاصطناعي، وإنشاء المحتوى باللغة العربية.
وستُعرَض في المؤتمر نتائج البحث الجديد الذي أجراه اتحاد الإنترنت الإسرائيلي، والذي يُبيّن أنّ 80% من مستخدمي الإنترنت في المجتمع العربي، يشيرون إلى أنّ استخدامهم لتطبيقات التواصل الاجتماعي، هو نشاطهم الرئيسيّ عبر الإنترنت.
وذلك ما يخلق إشكالية مقلقة في حالات الطوارئ، كالأزمات والحروب، حيث يزداد اعتماد المجتمع العربيّ على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في استسقاء المعلومات، والتي تكون في كثير من الأحيان خاطئةً ومضللة، أو ذات محتوى يساهم في ترسيخ الظواهر السلبية التي تعصف بالمجتمع العربي، كالجريمة والعنف ضد النساء.
كذلك، تبيّن الاحصائيات الواردة في البحث أنّ تطبيق المراسلة الفورية “واتساب” هو الأكثر شعبيّة لدى المجتمع العربي، حيث يستخدمه 93% من مستخدمي شبكة الإنترنت، يليه “يوتيوب” بنسبة 78%، و”فيسبوك” بنسبة 69%، ثمّ “إنستغرام” بنسبة 64%، و”تيك توك” بنسبة 63%.
أكّدت ديما أسعد نقولا، مركّزة مجال تقليص الفجوات الرقمية في اتحاد الإنترنت الإسرائيلي، أنّ الاتحاد يركّز على تقليص الفجوات في المجتمع العربي، وتعزيز المعرفة الرقمية والحماية عبر الإنترنت. ويهدف الاتحاد إلى إنشاء منتدى للمختصين في مجالات عديدة، ليعملوا على تطوير الخدمات الرقمية المقدمة للمجتمع العربي، وملاءمتها للاحتياجات المحلية، ومواجهة التحديات والمخاطر عبر الإنترنت. وشدّدت على ضرورة أن يتمّ ذلك عن طريق خلق حيّز للمناقشة والتفكير، بهدف تعزيز المعرفة والفهم، وهذا أحد أهم أهداف المؤتمر.
وأضاف محمد فريج، المحاضر في التسويق الرقمي وأحد المشاركين في المؤتمر، أنّ أهميته تكمن بالربط بين المعطيات الرقمية، التي تتحدث عن استخدام المجتمع العربي لمنصات الديجيتال، وبين الظواهر التي باتت تهدد مجتمعنا، كالعنف بكافة أشكاله، حيث تشير نتائج البحث إلى تكريس ساعات من التصفح لمضامين سلبية في كثير من الأحيان، تعمل على “تطبيع” الجريمة في المجتمع العربي، وإظهار العنف على أنّه الحلّ لكلّ المشاكل.
وأوضح أنّ استخدام الإنترنت سلاح ذو حدين، وله جوانب إيجابية أيضًا، كتسهيل التواصل وإثراء المعرفة الشخصية، وأنّ المؤتمر سيقدم توصيات الخبراء في هذا المجال لتحويل هذه المنصات الإلكترونية إلى مكان آمن يرتقي للأهداف التي وُجِدَت من أجله.
