عقد في مدينة أم الفحم يوم الاثنين مؤتمر الانترنت والديجيتال الأول من نوعه في المجتمع العربي بدعوة من “منتدى تطوير الانترنت والديجيتال في المجتمع العربي” الذي يعمل في إطار اتحاد الانترنت الإسرائيلي، وبمشاركة مجموعة من النشطاء والخبراء والمختصين في مجال الانترنت والتكنولوجيا، بالإضافة إلى صحافيين وممثلين عن الحكم المحلي. شارك الحضور في ندوات حوارية ناقشت مواضيع متعددة تتعلق بمدى اتصال المجتمع العربي بشبكة الإنترنت وانعكاس ذلك على حياة المواطنين العرب من النواحي الاقتصادية، الاجتماعية، السياسية وغيرها.
بالأرقام: العرب على هامش الشبكة
في بداية المؤتمر تم عرض نتائج بحث شامل بادر اليه اتحاد الانترنت الإسرائيلي لفحص الفجوات الرقمية والبنى التحتية والاستخدمات لشبكة الانترنت في المجتمع العربي. وتبين من المعطيات التي قدمها مُعد البحث د. يونتان مندلس بأن الفجوات في جودة البنى التحتية لشبكة الانترنت بين العرب واليهود كبيرة جدا. فمثلا، 7% من العرب مُتصلون بالانترنت من خلال الألياف الضوئية (احدث تكنولوجيا للاتصال بالانترنت) بينما تصل النسبة في المجتمع اليهودي إلى 41%. وتبين من البحث أيضا بأن 40% من العرب يستخدمون الانترنت بسرعة منخفضة.
وفي سياق استغلال المواطنين العرب لشبكة الانترنت للحصول على الخدمات الحكومية، تبين أن 51% من المجتمع العربي لا يتسغل الشبكة للحصول على هذه الخدمات، إلا أن نفس النسبة تستخدم الانترنت للتسوق وشراء المنتجات ولدفع الفواتير وما شابه. ولم تقتصر الفجوات على منالية الشبكة وحسب، بل تبدو جليةً أيضاً في الإلمام الرقمي (القدرات والمهارات الرقمية). حيث أشار البحث إلى أن المواطنين العرب يستغلون الشبكة العنكبوتية لاستخدامات متقدمة كالبحث عن معلومات، الخدمات البنكية والتعليم بنسب أقل مقارنة مع المواطنين اليهود. كما بيّنت المعطيات أن 13% من المواطنين العرب ليس لديهم بريد إلكتروني نشط، رغم أنه يُعتبر وسيلة اتصال أساسية وشائعة وضرورية للأداء الأمثل في العالم الرقمي اليوم. لكن عندما ننظر إلى منصات التواصل الاجتماعي، نجد أن نسب الاستخدام متشابهة بين العرب واليهود، وفي بعض المنصات تميل الكفة لصالح العرب. على سبيل المثال: تصل نسبة مستخدمي تطبيق تيك توك لدى العرب إلى 71%، بينما لا تتعدى النسبة 46% لدى اليهود.
مشاكل البنى التحتية تُعيق النمو الاقتصادي
في إطار الحلقة الحوارية حول موضوع البنى التحتية واتاحة الخدمات الحكومية، تطرق حسن عباسي، مؤسس ومدير عام شركة “هات” لتوصيل الطلبيات في المجتمع العربي، إلى الصعوبات التي تواجههم وتعيق عملهم في بعض الأحيان جراء رداءة جودة الإنترنت والانقطاعات المتكررة في بعض المناطق داخل البلدات والمدن العربية، التي قد تؤدي في بعض الأحيان إلى فقدان التواصل مع الزبون، وبالتالي التقليل من جودة الخدمة. وأضاف حسن أن هذه الانقطاعات نادراً ما تحدث في البلدات اليهودية بينما تعاني قرابة 20% من الأحياء في البلدات العربية من هذه الظاهرة. وفي هذا السياق أكد عباسي بأن مشكلة البنى التحتية للاتصالات والتي تتمثل في ضعف شبكة الانترنت وضعف تغطية شبكة الهواتف المحمولة تضطر شركته إلى تخصيص موارد مالية وبشرية كبيرة للتغلب على هذه المشكلة وإيجاد الحلول المُبتكرة لها، وأضاف: “هذه الموارد كان يمكن أن تُستثمر في جوانب مختلفة لتطوير الشركة بدل البحث عن حلول لمشاكل بُنى تحتية وما شابه كان من المفترض أن لا تكون موجودة أصلاً.
أمير بشارات، مدير عام اللجنة القطرية لرؤوساء السلطات المحلية أكد خلال الجلسة الحوراية بأن مشكلة البنى التحتية لشبكات الاتصال موجودة على سُلّم أولويات غالبية رؤوساء السلطات المحلية العربية، لكن نقص الموارد والتحديات البيروقراطية الحكومية تُقيد إلى حد بعيد إمكانيات التحرك عند السلطات المحلية في هذا الشأن. ومن جانبه أكد آدم الأفينش، مدير وحدة التطوير الاستراتيجي في بلدية رهط، بأن تدهور البنى التحتية لشبكة الاتصالات في البلدات العربية منوط أيضا بغياب السياسات والمتطلبات الإجبارية التي تُلزم الجهات المُختلفة بتوفير بنى تحتية أساسية للاتصالات كشرط مُلزم للمصادقة على مخططات تطوير الأحياء والمناطق الجديدة في البلدات.
وحول أهمية المؤتمر وانعقاده في هذه المرحلة، يقول أنس أبو دعابس، عريف المؤتمر واستراتيجي شبكات، إنه من الضروري زيادة الوعي التقني لدى المجتمع العربي. وعلى الرغم من أن المصطلح يبدو فضفاضاً، إلا أنه عندما نتحدث عن الإتاحة ومنالية البنى التحتية لشبكات الانترنت في بلداتنا العربية، وكل ما يخص التعبير عن الرأي في شبكات التواصل، يجب أخذ هذه العوامل على محمل الجد وطرحها على الجهات المعنية من سلطات محلية وحكومة، ولكل شخص لديه القدرة على التأثير حتى على صعيد المؤثرين عبر شبكات التواصل الاجتماعي.