صفقة بيع لشركة “سايبر” ستدر الملايين لجيب إيهود براك، لكن تحقيقها مرهون بمزاج أعدائه السياسيين

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

نشر موقع صحيفة جلوبس خبرا حصريا حول احتمال بيع شركة الأمن السيبراني “باراجون” التي أسسها مجموعة من خريجي وحدة 8200 في الجيش الإسرائيلي، والتي يمتلك فيها رئيس الوزراء السابق إيهود باراك حصة في الأسهم، بصفقة تتراوح قيمتها بين 700 مليون و 1.1 مليار دولار، إلا أن المُشتري لا يزال مترددا من إبرام الصفقة خوفًا من عرقلتها لأسباب سياسية.

إيهود براك - رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق
إيهود براك – رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق-مصدر: ويكيميديا

ووفقا لـ”جلوبس” يجري حاليا صندوق استثمار امريكي يمتلك عددا من الشركات الأمنية مفاوضات لشراء السيطرة على شركة الأمن السيبراني الهجومي “باراجون” (Paragon)، والتي تعود ملكيتها لمجموعة “ميجدال – بنك ديسكونت” والتي أُسست وتُدار من قبل قائد الوحدة 8200 السابق إيهود شنيورسن. لكن ما يجعل الشركة المستثمرة تترد قبل اقدامها على مثل هذه الخطوة انه وبين المساهمين في الشركة أيضًا رئيس الوزراء السابق إيهود باراك، الذي يمتلك وفقًا للتقديرات نسبة صغيرة من الأسهم. ومع ذلك، فإن حتى هذه النسبة قد تضخ ملايين الدولارات إلى حسابه في البنك.

وتنبع هذه مخاوف المشتري الأمريكي  من أن الصفقة قد تطلب مصادقة الحكومة الإسرائيلية، نظرًا لأن “باراجون” هي شركة تخضع لإشراف وزارة الأمن. وإذا حدث ذلك، فإن الخشية تكمن في أن المستويات السياسية قد تميل إلى عدم الموافقة على الصفقة لأسباب سياسية، بسبب العداء السياسي مع باراك.

كما حدث في السابق أثناء المفاوضات على بيع شركة “NSO” المنافسة، شركة الأمن السيبراني الهجومي من هرتسليا، من قبل شركة “L3” الأمريكية، حيث وصلت الصفقة في النهاية إلى الجهات الحكومية بسبب اعتبارات أمنية. وفقًا للقانون، فإن صفقة بيع شركة أسلحة أو أمن سيبراني هجومي تبيع منتجات بموافقة إدارة مراقبة التصدير في وزارة الأمن، تتطلب موافقة الوزارة، وأحيانًا يصل الأمر إلى المستويات السياسية.

من هي شركة “بارجون” وبماذا تختلف عن بيغاسوس؟

ويشار الى ان  “باراجون” قد تأسست قبل حوالي خمس سنوات من قبل قائد الوحدة 8200 السابق إيهود شنيورسن وخريجي الوحدة عيدان نورك وإيجور بوغودلوف، بمشاركة فعالة من إيهود باراك كمستثمر. تتجنب الشركة الأضواء، ترفض التحدث إلى الإعلام، وحتى أنها لا تملك موقعًا على الإنترنت.

لكن صحيفة “جلوبس” قد كشفت في السابق عن طريقة عمل شركة “بارجون” التي عملت على تطوير  برنامج تروجان يُدعى “جرافيت”، قادر على جمع المعلومات الاستخباراتية من التطبيقات المشفرة مثل واتساب وفيسبوك مسنجر وسيجنال وتليجرام. على عكس شركات الأمن السيبراني الهجومي الأخرى مثل “NSO” و”كانديرو”، تم تأسيسها بتمويل أمريكي من البداية، لتعمل في 34 دولة ديمقراطية فقط، بالتنسيق مع السلطات الأمنية والنظام القضائي المحلي، وتستخدم اختراق الخصوصية بأقل قدر ممكن.

بخلاف برنامج “بيغاسوس”، لا يقوم “جرافيت” بتصوير المستخدم من كاميرا الهاتف، وكما هو معروف، لا يستخدم ميكروفون الهاتف، بل يكتفي بتسجيل المكالمات الصوتية في تطبيقات الدردشة. بدأت الشركة في بيع منتجاتها في الولايات المتحدة قبل حوالي عامين فقط؛ ومن بين عملائها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية (DEA) والسلطات الأمنية في سنغافورة، حيث، وفقًا لتقرير موقع Intelligence Online، تحل محل تقنيات شركات إسرائيلية مدرجة في القائمة السوداء في الولايات المتحدة.

تأثير الصفقة على الأمن السيبراني الهجومي الإسرائيلي

إذا تم بيع الشركة لأيدي أمريكية، فسيكون ذلك ضربة أخرى لصناعة الأمن السيبراني الهجومي الإسرائيلية، التي تعاني من عقوبات من قبل الولايات المتحدة وقيود بيع تهدف إلى تقليص نشاط الشركات الإسرائيلية. في السابق، أغلقت شركات “نمسيس” و”كوادريم” التي عملت في هذا المجال. العديد من الإسرائيليين الذين عملوا في الشركات البارزة في البلاد اختاروا مغادرة المجال، أو الهجرة إلى أوروبا أو الإمارات للعمل مع شركات أمن سيبراني هجومي أجنبية، مثل “إنتليكس” التابعة لقائد الوحدة 81 السابق، تال ديليان أو “دارك ماتر”. يخشى الكثيرون أن يؤدي تراجع صناعة الأمن السيبراني الهجومي الإسرائيلية إلى إضعاف قدرات الدولة التي تستفيد أحيانًا من خدمات هذه الشركات لمتابعة المشتبه بهم في الإرهاب والحصول على معلومات استخباراتية مهمة.

مقالات مختارة

Skip to content