رغم أنّ النمو في الوظائف المخصصة للنساء العربيات في قطاع الهايتك ارتفع بين عام 2013 وعام 2024 بنسبة 273%، وبنسبة 373% في الاقتصاد عامة، إلّا أنّ امرأة عربية واحدة فقط تعمل في صناعة الهايتك من بين كلّ مئة من النساء العربيات العاملات في سائر المرافق الاقتصادية، حسب التقرير السنوي الأخير لسلطة الابتكار المخصّص لواقع الهايتك في إسرائيل لعام 2024.
ورغم أنّ البعض قد ينظر إلى هذه الأرقام على أنّها تُعبّر عن “تفوّق النساء العربيات في الاندماج في سوق العمل والهايتك”، إلّا أنّ 51% فقط من النساء العربيات من جيل 18-35 عام هنّ داخل سوق العمل، و18.5% منهنّ يعملن في وظيفة جزئية، مقابل 26% فقط يعملن بوظيفة كاملة، وقد وبلغ متوسط أجورهن الصافية 5775 شيكل في عام 2022، في حين اقترب متوسط الرواتب الشهرية في إسرائيل في نفس العام من 12 ألف شيكل.
ويزداد ادراكنا لعمق الفجوة بين المجتمع العربي واليهودي، وبين الجنسين، حين نعلم أنّ 65% من العاملين في قطاع الهايتك- الكنز القومي الإسرائيلي الذي يدرّ 340 مليار شيكل سنويًا ويسهم بخمس الناتج المحلي- هم من الرجال اليهود، حيث بلغ متسوط الأجور الشهري في قطاع الهايتك عام 2022 ما يقارب 27 ألف شيكل، وارتفع عام 2023 إلى حوالي 30 ألف شيكل. في المقابل، تعمل امرأة عربية واحدة فقط في هذا القطاع الحيوي من بين كلّ 100 من النساء العربيات العاملات في باقي القطاعات الاقتصادية، حيث بلغ عدد وظائفهنّ عام 2023 نحو 1200 وظيفة فحسب. وبحسب تقرير أخير لمركز اهرون للدراسات الاقتصادية، تشغل النساء في إسرائيل 132 ألف وظيفة في قطاعات الهايتك، وهو ما يُمثل ثلث الوظائف في هذا المجال.
ورغم أنّ الخطة الخمسية لتنمية المجتمع العربي في الأعوام 2016-2021 أسهمت في تحسين نسبة النساء العربيات العاملات في الاقتصاد بشكل عام، وفي قطاع الهايتك بشكل خاص، إلّا أنّ اقتطاع 5 مليارات شيكل منها لتمويل الحرب سيؤثّر بلا شكّ على تعزيز وجود النساء العربيات في سوق العمل، وعلى تنمية المجتمع العربي ككل.
كذلك، تُبرز احصائيات سلطة الابتكار بشكل واضح عدم ارتفاع نسبة النساء العربيات اللواتي يبادرن في تأسيس الشركات الناشئة (ستارت-اب) في قطاع الهايتك، نتيجة غياب الإطار الملائم لاحتوائهنّ هنّ وأطفالهنّ، وزيادة نسبة المخاطرة، وقلّة وجودهن أصلاً في هذا القطاع.
وتحثّ مديرة تطوير برامج الفئات غير الممثلة بالهايتك في سلطة الابكتار، خير عبد الرازق، النساء العربيات على التقدّم للبجروت بمواضيع الهايتك، ما سيساهم في زيادة نسبتهنّ في هذا المجال، ونسبة العرب العامة أيضًا. وقد أفادت احصائية صدرت عن جمعية الجليل عام 2022، أنّ 40% من النساء العربيات حصلن على شهادة البجروت، وأنّ أغلب النساء العربيات تخصصن في مجال العلوم الإنسانية، واللغات، والآداب، بنسبة 20%، ثمّ التربية والتعليم بنسبة 18%، والمهن الطبية المساعدة بنسبة 18%.