مسمار جديد في نعش السلطة الفلسطينية: سموتريتش يأمر بتحويل 130 مليون شيكل من أموال المقاصة إلى مواطنين إسرائيليين وعملاء

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

عند كلّ صغيرة وكبيرة، تستخدم إسرائيل سلاح احتجاز أموال المقاصة لابتزاز السلطلة الفلسطينية، وهي الضرائب والجمارك التي يدفعها التجار الفلسطينيون عند الاستيراد عبر المعابر والموانئ التي تسيطر عليها إسرائيل. وتشكّل هذه الأموال أكثر من 40% من ميزانيّة السلطة الفلسطينيّة، وتُسهم في دفع أجور الموظّفين وفي الوفاء بالالتزامات الحكوميّة المختلفة.

وصل هذا الابتزاز مراحل غير مسبوقة في عهد وزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي لا يخفي رغبته في انهيار السلطة وضمّ الضفة الغربية، فقد احتجز مئات الملايين من الشواكل بحجّة أنّ السلطة الفلسطينية تدفعها لعوائل الشهداء والأسرى، ووصادر أيضًا الأموال المحولة لقطاع غزة من المقاصة على إثر حرب السابع من أكتوبر. ومؤخرًا، أوعز بتسلم 130 مليون شيكل من هذه الأموال لعائلات إسرائيلية بزعم أنّها متضررة من هجمات نفّذها مسلّحون فلسطينيّون، رغم مخالفة ذلك للاتفافيات الموقّعة بين الطرف الفلسطيني والإسرائيلي وأبرزها اتفاقية باريس. ويترقّب العالم تنفيذه لتهديده بقطع صلة البنوك الفلسطينية بالبنوك الإسرائيلية التي تربطها بالقطاع المصرفي العالمي.

في العام 2018، صادق الكنيست على قانون يجمّد جزء من أموال المقاصة يعادل مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء التي تدفعها السلطة الفلسطينية لهم. وقضت محاكم إسرائيلية بتحويل مبالغ من أموال المقاصة إلى إسرائيليين بادعاء تضررهم من عمليات مسلحة فلسطينية. وحسب صحيفة “يسرائيل هيوم”، فإن نصف هذه القضايا قدّمها عملاء لإسرائيل أفادوا فيها أنّهم تعرضوا لتعذيب من جانب الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية.

ويهدف سموتريتش من قراره هذا إلى إعطاء ضوء أخضر لمصادرة المزيد من هذه الأموال، وتشجيع العديد من الإسرائيليين على تقديم دعاوى في المحاكم من أجل الحصول على هذه “الأموال السايبة”، حتّى أنّ سموتريتش بدأ بخصم مبالغ منها لصالح شركة الكهرباء الإسرائيلية التي تزوّد الكهرباء للضفة الغربية.

ولم تنجح المساعي الأخيرة لدول مجموعة السبع، ولا الاتفاق النرويجي الذي رعته الولايات المتحدة القاضي بتحويل أموال غزة إلى حساب ائتماني في النرويج، ولا بيانات وزيرة الخزانة الأمريكية أو تحذيرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية نفسها، في أن تُثنِي سموتريتش، صاحب الدماغ المغسول بأفكار دينية مسيانية، والمغنّي على وتر جمهوره من المستوطنين، عن محاولاته المستميتة لتدمير السلطة الفلسطينية.

فهل سينجح بلينكن الذي أخبر مؤخّرًا نتنياهو بأنّ قضيّة أموال المقاصة مهمة بالنسبة لإدارة بايدن ويجب حلّها -كما أورد موقع “أكسيوس” عن مسؤولين أمريكيين- في أن يُنعِش السلطة الفلسطينية قبل فوات الأوان، ويُنقذ إسرائيل من تفجّر الوضع الأمني في الضفة الغربية… يُنقِذ إسرائيل من نفسها؟

المصدر: عرب 48+وصلة، ومصدر الصورة: ويكيميديا

مقالات مختارة

Skip to content