الثلاثاء, يوليو 2, 2024 12:59

بعد أن شكّلت لعقود أرض اللبن والعسل للأثرياء: انخفاض حادّ في أعداد أصحاب الملايين المهاجرين إلى إسرائيل… وهذه الدولة العربيّة هي القبلة المفضّلة للمليونيرات

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة
هرتسليا بيتوح، حي للأثرياء على شاطئ هرتسيليا- المصدر: ويكيميديا
هرتسليا بيتوح، حي للأثرياء على شاطئ هرتسيليا- المصدر: ويكيميديا

بعد أن كانت إسرائيل تُشكّل واحدةً من الوجهات المفضّلة لأصحاب الملايين، حيث استقطبت أكثر من 10 آلاف منهم بين عامَي 2013-2022، انخفض عددهم في عام 2023 إلى 200 مليونير فقط حسب التقربر السنوي للشركة الأكبر في مجال الاستشارات الاستثمارية “هينلي وشركائه”، بعد أن وصلت أعدادهم في سنة 2022 إلى 1100 مليونير. ولأوّل مرّة منذ عقود، تفقد إسرائيل مكانها ضمن قائمة الوجهات العشرة المفضّلة للأثرياء. ويُعزى أسباب ذلك، إلى التعديلات القضائية، وخفض التصنيف الائتماني لإسرائيل، وبالطبع، إلى حرب السابع من أكتوبر وما تبعها من أوضاع أمنية واقتصادية معقّدة.

ويُبيّن التقرير أنّ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة حافظت على صدارتها كأكثر وجهة مفضّلة لأصحاب الملايين، حيث من المتوقّع أن تجذب 6700 مليونيرًا في عام 2024 سيجعلونها مكان إقامتهم، نتيجة للسياسات المشجّعة كالإعفاءات الضريبية، متفوّقة على الولايات المتحدة الأمريكية التي حلّت بالمركز الثاني بـ 3800 مليونير. وقد حل البلد الآسيويّ الصغير، سنغافورة، في المركز الثالث، تليها كندا في المركز الرابع، ثمّ أستراليا في الخامس.

لكن، عندما ترتفع أعداد أصحاب الملايين التي تستقرّ في بلدانٍ جديدة، فإنّ ذلك يعني أنّ دولًا أخرى تعاني من الهجرة العكسية لأصحاب رؤوس الأموال، وقد حلّت الصين في المركز الأوّل كأكثر بلدٍ في العالم “يهرب” منه أصحاب الملايين. ففي عام 2023، غادر الصين أكثر من 13 ألف منهم، ومن المتوقّع أن تزداد أعدادهم في عام 2024 لتتجاوز 15 ألف، ربّما بسبب تباطؤ النمو الإقتصادي هناك، والتدخّل الحكومي في الاقتصاد. ومن المعروف أنّ الأثرياء يخافون على ملايينهم من ضبابيّة المشهد، لكن يبدو أنّهم لا يحبّون أيضًا ضباب الطقس، إذا سيغادر بريطانيا في عام 2024 ما يقارب 10 ألاف مليونير، بارتفاع كبير للغاية مقارنة بالسنة الماضية. وفي المركز الثالث ضمن قائمة “الهروب” حلّت الهند، تليها كوريا الجنوبيّة في المركز الرابع.

dubai
شاطئ نخلة الجميرة في دبي- المصدر: ويكيميديا

أمّا روسيا، فقد حلّت في المركز الخامس في قائمة دول الهجرة العكسية. وتعكس أرقامها نجاعة السياسات الروسيّة في التعافي الاقتصادي والحدّ من أثر العقوبات الدوليّة. فبعد أن غادرها 8500 مليونير عام 2022 نتيجة للحرب على أوكرانيا والعقوبات الغربيّة على روسيا، انخفض العدد في عام 2023 بشكل كبير إلى 2800 مغادر، ومن المتوقّع أن ينخفض بشكلٍ أكبر هذا العام ليصل إلى 800 مليونير مهاجر فقط.

كذلك، يتوقّع التقرير أن ترتفع أعداد أصحاب الملايين المغادرين بلادهم في عام 2024 إلى 128 ألف حول العالم، نتيجة للتوترات السياسية، وحالة عدم اليقين التي تخيّم على الاقتصادات العالميّة. وذلك من شأنه أن يُعيد رسم المشهد العالميّ، المتأثّر بالعلاقات بين السلطة ورأس المال.

وتهدف دول العالم إلى استقطاب أصحاب رؤوس الأموال، فالأثرياء لا يهاجرون وحدهم إلى البلدان الجديدة، بل يجلبون معهم حقائبهم المليئة بالملايين. ويؤسّس حوالي 20% منهم أعمالًا تجاريّة وشركات في بلدانهم الجديدة، ما يؤدّي إلى خلق العديد من فرص العمل. ولتحقيق ذلك، تتبنّى العديد من الدول سياسات مصمّمة لجذب أصحاب الملايين، كالإقامات الذهبيّة، على سبيل المثال، التي تقدّمها دولة الإمارات مقابل الاستثمار المباشر.

المصدر: بتصرّف عن mako

مقالات مختارة

Skip to content