في عصر منصات الستريمنيج والـ VOD وعمالقة الميديا مثل نتفليكس وأمازون وشاهد، كيف يمكن للقنوات التلفزيونية التقليدية البقاء والمنافسة؟
يعاني البث التليفزيوني التقليدي من منافسة شرسة مع المنصات التقنية الأكثر تطورًا، حيث لجأ إليها الكثير من المتابعين، لتتمكن شبكات البث بوقت قصير من السيطرة على وسائل الإعلام، والتحكم بمزاج المشاهدين، وسحب بُساط المشاهدات من تحت أقدام البث التليفزيوني التقليدي، ولكنه ما زال تحكم جزئي، كون شبكات التليفزيون العادية تتمتع بكثير من المميزات غير المتواجدة في قرنائها الآخرين مهما كان تقدمهم، ولكن في ذات الوقت، لابد من تطورها لمواكبة العصر والتكيف مع التطور التكنولوجي، لتكون قادرةً على تقديم محتوى قوي ومناسب للمرحلة.
سيطرة شبكات البث المتطورة
بالطبع فإن المزاج العام للمشاهد هو المُتحكم بالنجاح أو بحجم المنافسة المحتدمة بين خدمات البث المختلفة، ولكن مع وجود بعض التطورات التقنية قد يتجه المشاهد لتجارب بث متقدمة، ولعل من أهم التحديات التي تواجه البث التليفزيوني التقليدي وتقلل من جماهيريته، هو ظهور تلك المنصات التقنية المتطورة، ومن أبرزها شركة نتفليكس، وأمازون برايم، وشركة هولو، وكذلك المنصات العربية الشهيرة التي تجذب الجمهور العربي وتقدم محتوى متميز، مثل منصة شاهد، ومنصة وواتش إت وغيرهما، حيث تتميز تلك الشركات بتلبية احتياجات المشاهد في أي وقت وأي مكان، من خلاله هاتفه الذكي أو جهاز الحاسوب الخاص به، بل وتمكنت من فتح سوق خاص بها بأفلام ومسلسلات وبرامج خاصة بأي منهم فقط دون غيرهم، كل ذلك مقابل قيمة اشتراك يتم تجديدها بين الحين والآخر.
مميزات البث التليفزيوني التقليدي، وحاجته للتطوير
مع المنافسة الشديدة بين شركات البث الرقمي لتقديم خدمة أفضل للمشاهد، وما تطرحه من علامات استفهام حول مستقبل البث التليفزيوني التقليدي، إلا إنه يبقى برونقه وقيمته العالية من خلال حصرية الأحداث المباشرة التي يحصل عليها منفردًا، مثل الأحداث الرياضية والإخبارية التي تبث مباشرة عبر شاشاته، فضلًا عن تميزه بوصوله للجماهير بمدى أوسع دون الحاجة لتحصيل اشتراك أو إنترنت عالي السرعة، ولكنه حتمًا في حاجة للتكيف مع الواقع المتطور، والاهتمام بالتكنولوجيا، وتقديم خدماته الخاصة عند طلبها، مثل العديد من الشبكات التي تقدم تلك الخدمات، بالإضافة لخدمة المحتوى المباشر، مثل شبكة سي بي إس، وشبكة إن بي سي، وكذلك لمجابهة التطور التقني الحديث في بعض القنوات العربية الشهيرة مثل قنوات الجزيرة، والعربية، وإم بي سي.
البث التقليدي يمكنه كذلك التفرد ببث محتويات نادرة ومحددة تختص بأماكن معينة أو فئات مخصصة، وتجذب انتباههم، ولن يجدوها في أي مواقع بث أخرى، وذلك بغرض تلبية احتياجاتهم من المشاهدات عن طريق عرض برامج من اختصاص عملهم، أو من واقع البيئة التي يعيشون فيها، ومما لا شك فيه أن المستقبل دائمًا للأفضل، ومع مجانية البث التقليدي ومدى انتشاره وثقة جمهوره في محتواه، إلا أنه يحتاج للتطوير والتكيف مع التقدم التكنولوجي، لتقديم محتوى مميز قادر على منافسة شبكات البث المتطورة، عربياً وعالمياً.