يكشف تقرير صادم صدر عن مفوضيّة شكاوى الجمهور عن وقوع تجاوزات خطيرة في أحد فروع بريد إسرائيل في القدس الشرقية، حيث يُظهر التقرير أنّ موظّفي ذلك الفرع أخفوا 400 ألف مكتوب وطردًا بريديًا، منها 265 ألف رسالة مسجلة من الهيئات الهامّة كسلطة الضرائب والبلدية، ما تسبّب في فرض حجوزات “عيكول” على الحسابات البنكية والممتلكات للعديد من سكّان القدس الشرقيّة. وعقب الكشف عن هذا الحدث بعد التحقيق الذي أجرته مفوضيّة الشكاوى، أوقفت شركة البريد مدير الوحدة عن العمل، وهو أيضًا من سكان القدس الشرقية، بالإضافة إلى مدير المنطقة.
بين عامي 2021 و2023، تمّ اكتشاف أن حوالي 400 ألف رسالة وصلت إلى وحدة البريد في القدس الشرقية لتوزيعها، لم توزّع كما ينبغي، وقام موظّفو القسم بإخفاء كميات كبيرة من الرسائل البريدية غير المعالجة في غرف مكتب البريد. وما فاقم المشكلة، هو أنّ 96% من مجمل هذه الرسائل التي لم توزّع كانت لزبائن كبار، ومن ضمنهم بلدية القدس وسلطة الضرائب في إسرائيل، وشملت 265,000 رسالة بريد مسجل.
الأمر الذي جعل سكّان القدس الشرقيّة يقدّمون العديد من الشكاوى إلى مفوضيّة شكاوى الجمهور قائلين فيها إنّ بلدية القدس حجزت على حساباتهم بسبب عدم دفع الديون، وذلك دون تقديم أي إشعار مسبق على ذلك من طرف البلدية. وأظهرت التحقيقات أنّ البلدية سلمت إشعارات الغرامات ومطالبات الدفع إلى البريد الإسرائيلي وسددت رسوم إرسالها، ولكن لم يتمّ توثيق أنّ البريد قام بإرسال هذه الإشعارات بالفعل إلى المواطنين المعنيين بها.
في ضوء هذه الفضيحة، أعلنت شركة البريد أنها أوقفت مدير الوحدة ومدير المنطقة وأحالت القضية إلى السلطات المختصة. كما توجّهت للسلطات التي أرسلت الرسائل بالبريد لإعادة رسوم الشحن البالغة 1.5 مليون شيكل.
وأشار مصدر في شركة البريد إلى أنّ هذا الفرع كان يتمتع بنوع من الاستقلالية ولم يخضع للرقابة الكافية. وأكّد المصدر أنّه بعد وصول مدير عام جديد للشركة، تم اكتشاف هذه التجاوزات، والقيام بالعديد من التحسينات على أداء الشركة، ومن ضمنها، توقّف فرز البريد للقدس الشرقية في الفرع المحلي، وفرزه في مركز الفرز الوطني الرئيسي، ومن ثمّ إرساله إلى فرع القدس. ومنذ العام 2022، تحسّن رضا العملاء عن الشركة حسب التصريحات الصادرة عن بريد إسرائيل، وانخفضت مرتبته في عدد الشكاوى المقدّمة إلى مفوضيّة الشكاوى العامة إلى المركز السادس. ويؤكّد المسؤولون فيه أنّه رغم وقوع زيادة طفيفة في عدد الشكاوى في عام 2023، إلا أنّ هذا التحسّن يستمر بشكل ثابت.
ومع ذلك، فإن الضحايا الحقيقيين هم سكان القدس الشرقية الذين لم يتلقوا الرسائل، والذين وقعوا ضحية حجوزات وغرامات لا ذنب لهم بها، ولم توضّح شركة البريد أو السلطات حتّى الآن كيف سيتمّ تعويض المتضرّرين الذين لم يستلموا رسائلهم الهامّة.
المصدر: كالكاليست + مفوضيّة شكاوى الجمهور في مكتب مراقب الدولة