في عالم الموضة، تعتبر حقائب اليد الفاخرة رموزًا مرغوبة للمكانة والأناقة. من حقيبة Lady Dior الشهيرة من ديور إلى حقيبة La Prima من أرماني، غالبًا ما تُكلّف هذه الحقائب الصغيرة الزبائن المولعين بها أموالًا باهظة تصل إلى آلاف الدولارات. ولكن، هل تساءلتم يومًا عمّا يحدث خلف الكواليس لإنتاج هذه القطع “الفاخرة”؟
كشف تحقيق أجرته السلطات الإيطالية مؤخّرًا عن واقع مقلق: غالبًا ما تكون التكلفة الحقيقية لإنتاج حقائب اليد الفاخرة هذه جزءًا بسيطًا من سعرها النهائي الذي يدفعه الزبون، ويأتي ذلك على حساب العمالة المستغلة وحتّى الغير قانونية في كثير من الأحيان.
فجوة السعر والعمل
كشف التحقيق أنّ العلامات التجارية الفاخرة مثل ديور، التي تملكها LVMH، كانت تدفع للموردين الذين يصنعون حقائبها ما يصل إلى 53 يورو (57 دولارًا أمريكيًا) لكل حقيبة يد، بينما تُباع الحقيبة الواحدة نفسها في متاجر ديور بسعر مذهل قدره 2600 يورو (2810 دولار). وبالمثل، تباع حقائب اليد من أرماني بحوالي 1800 يورو (1950 دولارًا) في المتاجر الفاخرة، ولا تكلّف الشركة أكثر من 250 يورو (270 دولار).
استغلال العمالة
وجد التحقيق أنّ العلامتين التجاريتين الفاخرتين لم تراقبا سلاسل التوريد الخاصة بهما بالشكل المطلوب، ما أدى إلى استغلال واسع النطاق للعمال من قبل بعض مورديها. وفي بعض الحالات، كان يتم دفع أجور للعمال لا تزيد عن 3-2 يورو في الساعة، وهو أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور في هذا القطاع. بل إنّ بعض العمال يعملون بشكل غير قانوني.
التوقّعات ضدّ الواقع
لا شكّ أنّ هناك العديد من الأسباب التي تؤدّي إلى تعلّق الزبائن بالعلامات التجارية الفاخرة واستعدادهم لدفع مبالغ طائلة على المنتجات التي تحمل اسمها، من ضمنها الهالة السحريّة التي تضفيها هذه الشركات على منتجاتها عبر أساليب الدعاية والتسويق. ومن بين الأسباب الهامّة أيضًا التي “تُبرّر” عرض هذه السلع، كالحقائب، بأسعار مرتفعة، هو التوقّع الضمنيّ للزبائن بأنّه يتمّ صنعها بأيدي حرفيّين من الشركة على درجة عالية من المهارة والخبرة. لكنّ الواقع يقدّم صورة مغايرة، فبينما تعمل الشركات عادة على تصميم وتطوير منتجاتها داخليًا، إلّا أنّها تلجأ في أغلب الأحيان إلى متعهدّين خارجيين كي يقوموا بعمليات التصنيع لها وتنفيذ هذه التصميمات.
المصدر: دا ماركر عن وول ستريت جورنال، ومصدر الصور: ويكيميديا