يستعين كثير من الأهالي بالشاشات للترفيه عن أطفالهم خلال الاستحمام أو تناول الطعام. ويقول بعض الخبراء إنه يجب علينا مراجعة استخدام الشاشة لمساعدة الوالدين في تقليل شعورهما بالذنب ومعرفة أن الشاشة يمكن أن تكون أداةً لا عدوًّا لنمو الطفل.
لماذا تُعَدُّ الشاشات جيدة للأطفال؟
هل سبق لك -بعد نهاية يوم طويل ومرهق- أن جلست أمام التلفاز وغرقت في متابعة برنامج تلفزيوني فابتعدت عن الواقع لبعض الوقت؟ أحيانًا، حتى يمكنك بدء قراءة كتاب أو أداء الأعمال المنزلية، تترك التلفاز يعرض برنامجًا ما في الخلفية؛ فمشاهدة التلفاز يمكن أن تساعدك في تخفيف الضغط النفسي الذي تتعرض له. يشعر الأطفال بالشعور نفسه! يقول آش براندين، وهو مُدرِّس صفوف متوسطة وخبير في التربية والتعليم والتكنولوجيا: «يمكن للشاشات أن تمنحنا إحساسًا بالألفة. وبالتأكيد يمكن أن يكون ذلك مُنظَّمًا بأوقات مُحدَّدة للطفل … قد يطلب الأطفال الشاشات في الأيام الشاقة أو حتى في الأيام الممتعة، ويُفسِّر بعض البالغين هذا بأن الأطفال لا يشعرون بالامتنان أو أنهم مهووسون بالشاشات، ولكن -في أحيان كثيرة- يكون الأطفال يبحثون عن الانتظام أو المألوف في يوم حافل.»
علينا أن نضع في اعتبارنا أيضًا الطرق المتعددة التي تُوفِّر بها الشاشات التعليم والمهارات لأطفالنا. لم يعُد علينا المراقبة المُستمرَّة؛ إذ يمكن التحكم بالمواد التي يتعرض لها الطفل من خلال إعدادات الجهاز المتقدمة وتنظيم تجربة رقمية إيجابية لأطفالنا؛ فمع مراعاة عمر الطفل، يمكنه الوصول إلى الكتب الرقمية -المقروءة والمسموعة- والموسيقى المفيدة للتطوُّر الدماغي، بالإضافة الى مقاطع الفيديو للمواد المدرسية.
كيف يمكن للأهل الاستفادة الصحيحة من الشاشات؟
يمكن للآباء والأمهات استخدام الشاشات ليس فقط كـ«مُهدِّئ لإلهاء الأطفال»، بل أيضًا كوسيلة لتسيير الأمور في المنزل بسلاسة أكثر. يرى أحد خبراء التربية والتكنولوجيا أن الشاشات تُعوِّض «فجوات منهجية تركها مجتمعنا دون تعبئة»، ويقول: «نقص الإجازات المدفوعة للوالدين، ونقص الرعاية الميسورة التكلفة للأطفال قبل المدرسة وبعدها، وصعوبة وصول الأطفال بمفردهم للأماكن الخارجية الترفيهية المُخصَّصة لهم (والتي تتطلَّب عادةً من المُربِّين العمل أو حتى العمل أكثر لتوفير أنواع الرعاية هذه لأطفالهم) تخلق ثغرات عند محاولة رعاية الأطفال بطريقة صحيحة.»
في الوقت الحالي، تعتمد كثير من الأسر على مُربٍّ أساسي مسؤول عن كل شيء؛ إدارة المنزل وتلبية احتياجات الأطفال. ودون مساعدة خارجية، بما يشمل الاستعانة بالشاشات، «سينتهي المطاف بوصول المُربِّي إلى درجة من الإرهاق والتعب البالغين تحد من قدرته على الحضور مع طفله بصورة كافية ومُنظِّمة» على حد قول المختص. عوضًا عن ذلك، يُقترَح استخدام الشاشات مُؤقَّتًا كوسيلة لإنجاز المهام المنزلية؛ فبدلًا من التمزُّق بين تحضير العشاء والاهتمام بالأطفال، سيستطيع البالغ التركيز على المهمة الحالية، وأيضًا تنظيم أمور المنزل، والاسترخاء كذلك. وعندما ينتهي وقت الشاشة، من المُحتمَل أن يكون البالغ أكثر قدرةً على الحضور مع طفله وتنظيم وقته.
من المهم تجنُّب استخدام الشاشات كمكافأة!
يرى المختص أنه «عندما نستخدم الشاشات كمكافأة، نجعل الأطفال يُركِّزون عليها أكثر وليس أقل.» على سبيل المثال: إذا حصل الطفل على وقت شاشة إضافي عند قيامه بمهمة منزلية أو إنهاء واجبه المدرسي، فسيتعلم أن فائدة القيام بهذه المهام هي فقط الحصول على المكافأة. يقول المختص: «نريد أن تكون الشاشات جزءًا طبيعيًّا آخر من حياتنا.» الأمل هو أن يكون لدى طفلك الدافع الداخلي للقيام بالمهام الأخرى، وإذا لم يكن كذلك، فعلى الأقل ألا يربط قيمته الشخصية بمكافأة من الشاشات.