يقضي مليارات السكان على هذا الكوكب نحو نصف ساعات اليقظة في العمل مقابل المال من أجل تأمين الطعام والمأوى، حتى إن العمل أمسى جزءًا أساسيًّا من هوية المرء. «ما وظيفتك؟» لا يزال سؤالًا يسأله الناس بعضهم لبعض في أولى محادثاتهم الرسمية وغير الرسمية؛ ليس لأن المُتوقَّع أن تكون الإجابة مثيرة للاهتمام، ولكن لأن الإجابة تخبرك بشيء عن حياة هذا الشخص. وعندما يكون الجواب مثيرًا للاهتمام، فمن الصعب ألَّا تشعر بقدر من الإعجاب بشخص تقع تجربته خارج منطقة راحتك المألوفة، خصوصًا إن كانت مهنته من أصعب الوظائف في العالم.
والسؤال هنا: هل لهذه الوظائف فعلًا مقابل مادي ومعنوي كافٍ مقابل أدائها؟
1-إزالة الألغام الأرضية: 444 دولارًا مقابل يوم عمل
تترك الحرب ندوبًا على كل بلد تلمسه، حرفيًّا أحيانًا. واحدة من أكثر جوانبها المميتة هي المتفجرات المدفونة، التي تتفجر بلمسة قدم بشرية. يتطلب عمل إزالة الألغام الأرضية شجاعة بالغة ودقة كبيرة جدًّا، وفي المقابل، تقدم هذه المسيرة المهنية مقابلًا معنويًّا لكل من يقدم عليها؛ فالنجاح في إنقاذ حياة الأبرياء -كبارًا وصغارًا- يعطي شعورًا بالإنجاز لكل من يشارك فيه، وفي الوقت نفسه، على من يؤدي هذه المهنة التعايش مع احتمالية عدم رجوعه إلى المنزل للجلوس مع أحبائه بعد نهار عمل طويل.
2-استخراج معدن الكوبالت: 23 – 48 دولارًا مقابل ساعة العمل
لطالما نظرنا إلى مهنة الصياد وعمله في أعالي البحار بشيء كبير من الإعجاب. في المياه المتجمدة والعاصفة في ألاسكا، تُبحِر 60 سفينة فقط حاملةً على عاتقها مسؤولية إمداد أمريكا الشمالية بأسماك سلطعون الثلج. في مواجهة ساعات طويلة ومياه قاسية وظروف صعبة، يكون العمل شاقًّا بقدر ما يمكن تخيُّله، لكن المدهش أن معظم البحارة عادةً يواجهون تحدياتهم مع روح مليئة بالدعابة والإحساس الملهم بالأخوَّة بين الطاقم، وهذا سبب قد يكون كفيلًا أحيانًا لتحمُّل الفرد ظروف العمل الصعبة؛ فالمقابل المعنوي ليس بقليل، والشعور بالانتماء إلى مجموعة من البحارة الشجعان يمنح أيضًا شعورًا بتحقيق الذات.
3-تسلُّق أعمدة التغطية الهوائية للأجهزة الخلوية: 13 – 28 دولارًا مقابل ساعة العمل
يحصد عمل تسلق الأبراج الخلوية بشكل روتيني ما يصل إلى عشرة أضعاف عدد الأرواح البشرية في أعمال البناء التقليدية، والتي -مع شدة خطورتها- تدفع أجرًا متواضعًا نسبيًّا. إذن ما الذي يدفع الناس إلى تولي مثل هذا العمل؟
4-الصيد على قارب السلطعون في ألاسكا: 27 دولارًا مقابل ساعة العمل
لطالما نظرنا إلى مهنة الصياد وعمله في أعالي البحار بشيء كبير من الإعجاب. في المياه المتجمدة والعاصفة في ألاسكا، تُبحِر 60 سفينة فقط حاملةً على عاتقها مسؤولية إمداد أمريكا الشمالية بأسماك سلطعون الثلج. في مواجهة ساعات طويلة ومياه قاسية وظروف صعبة، يكون العمل شاقًّا بقدر ما يمكن تخيُّله، لكن المدهش أن معظم البحارة عادةً يواجهون تحدياتهم مع روح مليئة بالدعابة والإحساس الملهم بالأخوَّة بين الطاقم، وهذا سبب قد يكون كفيلًا أحيانًا لتحمُّل الفرد ظروف العمل الصعبة؛ فالمقابل المعنوي ليس بقليل، والشعور بالانتماء إلى مجموعة من البحارة الشجعان يمنح أيضًا شعورًا بتحقيق الذات.
5-مطاردة الأعاصير: 22 دولارًا مقابل ساعة العمل
من أجل دراسة الأعاصير، يجب على مطارد الأعاصير أن يقترب بما فيه الكفاية لإسقاط المسابر (جمع مسبار) الثقيلة يدويًّا في مسارها، وأحيانًا على بعد أقل من 100 متر من الإعصار المقترب.
يمكن لهذه الأعاصير ابتلاع قرية بأكملها في الهواء والتسبُّب في خسائر مادية هائلة، علاوةً على إثارة الذعر بين السكان، ولكن مطاردي الأعاصير يحلمون بلقائها والاقتراب منها قدر المستطاع، وجميعهم يتسابقون من أجل تعزيز فهمنا لظاهرة لا يمكن السيطرة عليها.