5 عوامل أساسية لأخذها بعين الاعتبار إذا أردتَ تأسيس مشروعك الخاص في أوضاع اقتصادية صعبة

أيقون موقع وصلة Wasla
طاقم وصلة

new business
إنّ بدء مشروع تجاري جديد يبدو دائمًا وكأنه مقامرة، حتى في الظروف الاقتصادية القوية، هناك دائمًا عنصر المخاطرة. ومع حالة عدم اليقين الاقتصادي الحالية، قد يتردّد العديد من رواد الأعمال المحتملين في اقتحام هذا المجال المحفوف بالمخاطر. ويبقى السؤال: هل الآن هو الوقت المناسب لاتخاذ هذه الخطوة وبدء مشروع تجاري؟ 

في مقال على موقع entrepreneur، يُجيبنا جوزيف كامبيراتو، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة “ناشيونال بزنس كابيتال”، بأنّه لا يوجد “وقت مناسب”، فمهما كانت الظروف توحي بالاستقرار والسلام، هناك احتمالية دائمة لوجود عوامل خارجية تؤثّر على أيّ خطوة اقتصادية تقوم بها. فهل نتوكّل على الله إذن ونبدأ مشروعنا على الفور؟ ليس بهذه البساطة، إذ يوجد خمسة عوامل هامّة يجب أن نوليها عنايةً بالغة قبل التشمير عن سيقاننا والغطس، دون خوف كبير، في بحر السوق.

1- ضع خطّةً للعمل

خطة العمل عبارة عن وثيقة شاملة تحدد أهداف عملك، واستراتيجياته، وسوقه المستهدفة، ومنافسيه المحتملين، وتوقّعاته المالية وخططه التشغيلية. تساعدك خطّة العمل في ترتيب أفكارك، و”فلترتها”، وتصنيفها حسب الجودة المالية، والأكثر قابليّة للتنفيد.

تعتبر هذه الخطة خارطة طريق ترشدك خلال كل مرحلة من رحلة عملك. تتجاوز خطة العمل مجرد تقييم جدوى فكرتك، فهي تساعدك على تحديد أهداف قابلة للقياس، وتخصيص الموارد بكفاءة، وتطوير استراتيجيات التسويق. 

تتضمن أقسامًا حول تحليل السوق، وهيكل التنظيم والإدارة، وعروض المنتجات أو الخدمات، والتوقعات المالية. هذه الوثيقة هامّة لجذب المستثمرين والحصول على قروض، ولتحديد المشاكل المحتملة في مشروعك وتجنّب الأخطاء المكلفة في المستقبل، وفي التواصل مع الموظّفين وتنفيذ قرارت مستنيرة أثناء تنفيذ المشروع ونموّه.

147

2- الطلب في السوق

ما الفائدة من صنع مُنتجٍ أو تقديم خدمة لا أحد يرغب فيها، حتّى لو كانت الفكرة عبقريّةً ومثيرة لصانعها؟ حوالي 42% من الشركات الناشئة “ستارت-اب” تغلق أبوابها بسبب عدم وجود طلبٍ على ما تقدمه. 

قبل بدء أي مشروع تجاريّ مهما كان حجمه، عليك أن تأخذ في عين الاعتبار الطلب المتوقّع عليه وحاجة السوق إليه. الطلب ببساطة هو الرغبة الأكيدة في الشراء التي تدعمها، وتعززها قدرة شرائية عند المستهلك للحصول على كمية معينة من سلعة ما، أو خدمة ما، بسعر محدد، على أن يتم ذلك خلال فترة زمنية معينة.

ويتأثّر الطلب بالعديد من العوامل، مثل السعر، ودخل المستهلك وتوقّعاته، والتفضيلات والأذواق، والعوامل الموسميّة والمزاج العام وغيرها.

عن طريق تقييم الطلب في السوق على السلعة أو الخدمة التي ستُقدّمها، تستطيع أن تُحدّد نسبة المبيعات المتوقّعة، وسعر المنتَج، واختيار الفئة السكانيّة المستهدفة.

وبالطبع، عليك أن تُحدّد الوقت الأمثل أو الموسم المناسب لما ستقدّمه، فليس من الحكمة بالطبع أن تبيع واقيات الشمس ونظّارات السباحة في الشتاء. ومن المهمّ أن نأخذ في عين الاعتبار التغيّرات المتوقّعة في السوق. على سبيل المثال، حقّقت شركات توصيل الطعام أرباحًا خيالية أثناء جائحة كورونا، واستثمرت العديد منها مبالغ ضخمة في محاولة لزيادة حصّتها السوقيّة بعد ارتفاع الطلب على خدمة توصيل الطعام أثناء الإغلاقات الصحيّة المتكرّرة، لكنّ تغيّر الظروف بعد انحسار الجائحة، سبّب للعديد منها خسائر قُدّرت بالمليارات.

food

3- طبيعة المجال الاقتصادي الذي ستدخله

عليك أن تحلّل طبيعة المجال الاقتصادي الذي ستدخله، من خلال النظر إلى الشركات العاملة فيه، وأن تفحص أنماط النمو في الصناعة التي ستدخلها، والتوقّعات المستقبليّة.

هل ستدخل حقلًا اقتصاديًا ناشئًا لا يزال جديدًا وغريبًا ربّما على المستهلكين، مثل عالم الذكاء الاصطناعيّ والسيّارات الكهربائيّة. أم ستدخل حقلًا راسخًا ومألوفًا للجميع؟ لكلٍّ من الحقلين سلبياتٌ وإيجابيّات، فرغم المخاطرة في الصناعات الناشئة وإمكانية حدوث مفاجآت، فإنّها تمتّع بتنافسٍ أقل وإمكانيّات نموٍّ عالية، بينما تُعتبر الحقول الراسخة أكثر أمانًا، لكنّها تتميّز بمنافسة شرسة من اللاعبين القدماء في سوقها.

145

4- الموارد اللازمة

بدون موارد، سواءً كانت ماليّة أو بشريّة أو تكنولوجيّة أو قانونيّة، فلن تستطيع بالتأكيد أن تبدأ مشروعك. ولا شكّ أنّ أوّل موردٍ يخطر في بالنا هو المال، التمويل الماليّ الذي لا نستطيع التحرّك قيد أنملة دونه. ويواجه كلّ مشروع جديد طيفًا مختلفًا من النفقات، فصنع تطبيق على الهاتف يتطلب نفقاتٍ مختلفة عن صنع الطعام في بيتك وبيعه بواسطة الطلبيّات. 

بالتأكيد أنت بحاجّة إلى معدّات تكنولوجيّة مناسبة في كلّ حالة، ستحتاج إلى حاسوبٍ ذي معالجٍ مناسب في حالة التطبيق، وإلى موقع إلكترونيّ وخدمة تخزين سحابيّة وغيرها. بينما في حالة إنتاج الطعام، ستحتاج إلى أدوات الطبخ، والمكوّنات اللازمة، وصفحة على أحد مواقع التواصل لترويج طبخك.

قد يكون سهلًا في البداية أن تعمل لوحدك، لكن مهما كانت طبيعة مشروعك، فإنّك عند التوسّع والنمو ستحتاج إلى تعيين موظّفين سواءً في مكان العمل أو عن بعد. 

وعلينا ألّا ننسى حاجتك إلى الخبرة القانونية التي تلزمك في مشروعك، مثل التشريعات المالية المتعلّقة بمجال عملك وأنواع الضرائب المفروضة، وما يتعلّق بالملكيّة الفكريّة وغير ذلك. الخبرة القانونية الملائمة تضمن لك الدفاع عن حقوقك المالية عند الحاجة، وألّا تتعرّض لمساءلة قانونية، وألّا تتعدّى، دون قصد، على حقوق الآخرين.

w

5- الحصول على رأس المال

كيف يمكنك تمويل مشروعك؟ قد تكون قادرًا على تمويله من دخلك ومدّخراتك المالية أو مدّخرات عائلتك، أو يمكنك البحث عن مستثمرين يتحمّسون لمشروعك، أو أن تحصل على قرض مخصّص للمشاريع التجارية الصغيرة. التمويل الذاتي، رغم أنّه يُعفيك من الفوائد على القروض أو من منح حقوق ملكية وسلطة توجيه للمستثمرين، إلّا أنّه يحرم المشروع من الدفعة اللازمة وقدرته على النمو، ويُبطئ وتيرة سيره.

كذلك، لم يعد المستثمرون متحمّسين كالسابق للاستثمار في مشاريع جديدة أو شركات ناشئة، ويُفضّلون شركات مضمونة وراسخة بشكل أكبر، لكنّه مع ذلك يظلّ خيارًا مطروحًا.

أمّا فيما يتعلّق بالحصول على قرضٍ، فيوجد طريقتان لذلك، أن تحاول الحصول عليه من أحد البنوك التقليدية، رغم المعايير الصارمة التي تفرضها البنوك في هذه الحالات. والطريقة الثانية أقلّ تعقيدًا، حيث يوجد العديد من أسواق الإقراض عبر الإنترنت، مثل LendingClub، حيث تمتاز بسهولة تقديم طلبات التمويل، وبمتطلبات إقراض أقل صرامة مقارنة مع البنوك، ووصولًا أسرع إلى رأس المال.

أخيرًا، يوجد خيار التمويل الجماعي Crowdfunding، وهو وسيلة غير تقليدية من أجل تمويل مشروعك، ومن الممكن مراجعة مقالنا عنه في وصلة لتتعرّف على سلبيّاته وإيجابياته وأبرز منصّاته.

 المصدر: بتصرّف عن موقع entrepreneur

مقالات مختارة

Skip to content