يواصل سوق العمل الإسرائيلي تعافيه رغم الحرب، حيث سجل شهر يونيو أدنى نسبة في عدد من الباحثين عن عمل منذ السابع من أكتوبر. وفقًا لمكتب العمل، انخفض عدد الباحثين عن عمل بنسبة 6.7% مقارنة بشهر مايو، ليصل إلى حوالي 185,000 شخص. ومع ذلك، ورغم انخفاض عدد الباحثين عن عمل لدى المجتمع العربي بسبة 9.3% مقارنة بشهر مايو، وهي نسبة تحسّن أفضل من تلك المسجلة لدى اليهود المتدينين والغير متدينين أيضًا، إلّا أنّ أكثر المدن التي سجّلت نسبة بطالة مرتفعة كانت المدن العربية أو المختلطة، وعلى رأس المدن العربية مدينتا أم الفحم ورهط اللتان سجّلتا أعلى معدلات البطالة في البلاد.
انخفاض في عدد الباحثين عن عمل
تُظهر البيانات الأخيرة الصادرة عن مكتب العمل انخفاضًا بنسبة 6.7% في عدد الباحثين عن عمل في يونيو مقارنة بشهر مايو، ليصل العدد الإجمالي إلى 185,400 رجل وامرأة، وهو أدنى رقم مسجل منذ بدء الحرب. يُعزى هذا الانخفاض بشكل كبير إلى تراجع طلبات البطالة، التي انخفضت بنسبة 7.8%. كما شهدت طلبات ضمان الدخل انخفاضًا طفيفًا بنسبة 3.6%، ليصل العدد الإجمالي إلى 47,100.
على الرغم من الاتجاه الإيجابي، يحذر مكتب العمل من أنّ الصراع المستمر قد يستمرّ في التأثير على سوق العمل، وقد يواجه بعض الأفراد الذين استنفدوا إعانات البطالة صعوبة في العودة الفعّالة إلى سوق العمل وقد يحتاجون إلى ضمان الدخل، ما يجعل من السابق لأوانه التنبؤ باتجاهات التعافي طويلة الأجل.
تحليل قطاعات العمل
نسبة الانخفاض الأكبر في عدد الباحثين عن عمل سُجّلت في قطاعات تقديم المعلومات للعملاء وجمع البيانات (بانخفاض بنسبة 26.1%)، والفن والثقافة والطهي (بانخفاض بنسبة 20.2%)، والعمال غير المهرة في التعدين والبناء (بانخفاض بنسبة 19.8%)، وخدمة الزبائن في المطاعم “الندل والسقاة” (بانخفاض بنسبة 19.7%).
وعلى العكس من الأرقام الإيجابيّة السابقة، شهد قطاع التكنولوجيا الفائقة “الهايتك” زيادة في عدد الباحثين عن عمل بنسبة 3.9% لمطوري البرمجيات ومحللي التطبيقات. بالإضافة إلى ذلك، كان قطاع الرياضة واللياقة البدنية الأشدّ تضرّرًا حيث ارتفع عدد الباحثين عن عمل فيه بنسبة 10.1%.
رؤية إقليمية وديموغرافية
سجلت أم الفحم ورهط، معدّلات البطالة الأعلى في البلاد، حيث بلغت 7.3% و 6.7% على التوالي. على الرغم من أن هذه المعدلات لا تزال مرتفعة، إلا أنها تُظهر تحسّنًا مقارنةً بالأشهر الماضية. أشارت بيانات مكتب العمل أيضًا إلى أن جميع المدن تقريبًا التي سجلت أعلى معدلات البطالة هي من المدن الطرفية البعيدة عن المركز، كما أنّ 4 من 5 من هذه المدن ذات معدلات البطالة المرتفعة هي إمّا مدن عربية أو مختلطة.
في المقابل، كانت أدنى معدّلات البطالة في مدن مثل بني براك بنسبة 2% فقط للباحثين عن عمل، ومدن غنية في منطقة الشارون وسط إسرائيل، مثل رعنانا ورمات هشارون (حوالي 2.5%). وقد تميزت إيلات أيضًا بانخفاض كبير قدره 14.4% في عدد الباحثين عن عمل.
الفئات العمرية والجنس
تشير البيانات إلى أن الفئة العمرية المتوسطة (35-54 عامًا) شهدت أكبر انخفاض في عدد الباحثين عن عمل، بينما شهدت الفئات العمرية الأصغر (أقل من 34) والأكبر (أكثر من 55) زيادات طفيفة مقارنة بالشهر السابق. مقارنة بالعام الماضي، ظلت نسبة الشباب ثابتة، وزادت نسبة الفئة العمرية المتوسطة، بينما انخفضت نسبة الفئة العمرية الأكبر سنًا.
على الرغم من انخفاض نسبة النساء الباحثات عن عمل لأشهرٍ عديدة، إلا أنّ هذه النسبة عاودت الارتفاع مؤخرًا مقارنةً بالرجال، حيث ارتفعت نسبة اللواتي يبحثن عن عمل بشكلٍ كبير من 52.5% في أبريل هذا العام إلى 53.6% في يونيو، بزيادة قدرها 0.7% مقارنة بشهر يونيو العام الماضي.
المصدر: واي نت + مكتب العمل